للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَقطعَة من ابْن الْحَاجِب، وَحضر عِنْد أَبِيه قَلِيلا بل كَانَ بِأخرَة يقْرَأ بَين يَدَيْهِ فِي الخشابية وَغَيرهَا وَذَا أَخذ فِي النَّحْو قَلِيلا عَن إِبْرَاهِيم الْحلَبِي وَفِي الْفَرَائِض عَن البوتيجي وَفِي الْأُصُول عَن الكافياجي وَفِي الْمنطق والعربية عَن التقي الحصني، كل ذَلِك قَلِيلا بالهوينا، وَعرف بالذكاء، وأضيف إِلَيْهِ فِي أَيَّام أَبِيه أَشْيَاء بل نَاب عَنهُ فِي الْقَضَاء وَبعده اسْتَقر فِي الخشابية والشريفية والقانبيهية والبرقوقية وَغَيرهَا شَرِيكا لغيره بعد أَن شهد ابْن الفالاتي وَابْن قَاسم بأهليته وباشرها وَقَرَأَ ابْن قَاسم بَين يَدَيْهِ الحَدِيث قَلِيلا ثمَّ انْقَطع، وَلَو توجه للاشتغال وَترك مُخَالطَة من يحملهُ على مَا لَا يَلِيق ببيتوتة بِحَيْثُ خرج عَن حَده وَترك طَرِيق أَبِيه وجده وجر ذَلِك لتكليفه مَالا حِين أمسك على هَيْئَة غير مرضية لرجي لَهُ الْخَيْر وَقد عذلته غير مرّة وَأفَاد التستر قَلِيلا مَعَ احتفاف قرناء السوء بِهِ وَآل أمره مَعَ عدم انفكاكه عمالا يرتضي إِلَى استكمال الْوَظَائِف الْمشَار إِلَيْهَا مَعَ قَضَاء الْعَسْكَر وَغَيره بعد موت شَرِيكه أبي السعادات فِي ربيع الأول سنة تسعين بكليفة إِلَّا القانبيهية فَإِنَّهُمَا كَانَا نزلا عَنْهَا. وَقَالَ الشهَاب الطوخي فِيهِ:

(لقد فتح الله الْعَظِيم على اورى ... بأعظم فتح وَهُوَ أكْرم فاتح)

(وَولي عَلَيْهِم ذَا المكارم والحجى ... وَلَا بدع فِي ذَا إِنَّه سر صَالح)

وَبِالْجُمْلَةِ فَكَانَ سَاكِنا مداريا وَهُوَ فِي آخر عمره أحسن مِنْهُ قبله سِيمَا بعد موت الْمشَار إِلَيْهِ فَإِنَّهُ بَالغ فِي التودد وَالْإِحْسَان إِلَى الطّلبَة بالتقرير وَغَيره وَلكنه لم يمتع، بل مَاتَ عَن قرب فِي غرُوب يَوْم الْجُمُعَة ثامن رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَتِسْعين وَصلى عَلَيْهِ من الْغَد بِجَامِع الْحَاكِم وَدفن بمدرستهم، وَاسْتقر بعده فِي الخشابية والشريفية وَقَضَاء الْعَسْكَر ببذل كثير ابْن أَخِيه لأمه رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ وإيانا. مُحَمَّد بن صَالح بن يحيى الشَّمْس الكركي. أَخذ الْقرَاءَات عَن الْفَخر الضَّرِير كَمَا أخبر، وَكتب عَنهُ شَيخنَا الزين رضوَان بِبَعْض الاستدعاءات سنة أَربع وَثَلَاثِينَ. مُحَمَّد بن صَالح التَّاج أَبُو الْخَيْر بن الْعلم الْقرشِي الطنبدي الأَصْل القاهري الشَّافِعِي الفافا وَيعرف كسلفه بِابْن عرب. اشْتغل وبرع فِي الْفَرَائِض وَكتب على الْمَجْمُوع تَعْلِيقا، وَحضر عِنْد شَيخنَا فِي الْإِمْلَاء وشارك فِي الْفِقْه وَغَيره، ورافق الزين قَاسم الزبيرِي فِي الشَّهَادَة وقتا وَكتب للشُّهُود وراقه ثمَّ استنابه الْعلم البُلْقِينِيّ فَمن بعده فِي الْقَضَاء، وَكَانَ خيرا. مَاتَ فِي الْعشْر الثَّانِي من)

ربيع الأول سنة ثَلَاث وَسبعين عَن بضع وَخمسين رَحمَه الله. مُحَمَّد بن صَالح النمراوي ثمَّ القاهري وَالِد عبد الْعَزِيز الْمَاضِي وَيعرف بِابْن

<<  <  ج: ص:  >  >>