للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

بن الزين أبي الْعَبَّاس بن نَاصِر الدّين بن الْبكْرِيّ الدهروطي ثمَّ الْمصْرِيّ ثمَّ القاهري الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وجده وَيعرف بالجلال الْبكْرِيّ. ولد فِي ثَانِي صفر سنة سبع وَثَمَانمِائَة بدهروط وَأمه هِيَ ابْنة نور الدّين عَليّ بن عمر بن عَليّ بن عرب عَمها الْجمال والنجم محتسبا الديار المصرية، وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والتحرير فِي الْفِقْه للواسطي وتلخيص ملخص لمع الشَّيْخ أبي إِسْحَاق لجد وَالِده وألفية الحَدِيث والنحو. وتفقه بجده وتحول بعد مَوته إِلَى مصر حِين قَارب الْبلُوغ فاستوطنها وَقَرَأَ الْفِقْه بهَا على التقي بن عبد الْبَارِي الضَّرِير ثمَّ على الشَّمْس سبط ابْن اللبان وَعنهُ أَخذ الْأُصُول وعلوم الحَدِيث أَيْضا وَكَذَا أَخذ الْفِقْه أَيْضا عَن الزكي الْمَيْدُومِيُّ والزين القمني وَالشَّمْس الْبرمَاوِيّ، وَحضر دروس الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ فِي الْفِقْه وأصوله والْحَدِيث وَغَيرهَا والجلال البُلْقِينِيّ وأخيه الْعلم وَكَانَ يكثر المباحثة مَعَه فِي الخشابية وَغَيرهَا وَشَيخنَا وَكَانَ يُحِبهُ، وَأخذ الْأُصُول أَيْضا عَن القاياتي قَرَأَ عَلَيْهِ جمع الْجَوَامِع وغالب الْعَضُد والعربية وَالتَّفْسِير عَن الشَّمْس ابْن عمار، وبرع فِي حفظ الْفِقْه وشارك فِي أُصُوله والعربية فِي الْجُمْلَة مَعَ الدّيانَة والبهاء والتواضع وسلامة الْفطْرَة والبشاشة وَالْكَرم مَعَ التقلل وَقد حج مرَّتَيْنِ وجاور وَأخذ هُنَاكَ عَن الأهذل وَكَذَا دخل دمشق وزار بَيت الْمُقَدّس وناب فِي الْقَضَاء عَن شَيخنَا فَمن بعده وَيُقَال إِن القاياتي اقْتصر فِي مصر عَلَيْهِ، واستقل بِقَضَاء اسكندرية فِي رَابِع عشر شَوَّال سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ عوضا عَن الشهَاب الْمحلى وحمدت سيرته فِيهَا وَلكنه لم يلبث أَن عزل فتألم أَهلهَا لذَلِك وَرجع إِلَى الْقَاهِرَة فلازم النِّيَابَة مَعَ التصدي للإقراء والافتاء، ثمَّ أعرض عَن الْقَضَاء فِي سنة خمس وَسبعين بِسَبَب حَادِثَة مَسّه من الدوادار الْكَبِير من أجلهَا بعض الْمَكْرُوه وعاكسه السُّلْطَان فِي ذَلِك واقام مُقْتَصرا على الإقراء والإفتاء ثمَّ اسْتَقر فِي مشيخة البيبرسية بعد موت أبي الْفَتْح بن القاياتي وتحول لسكناها وَلم يلبث أَن مَاتَت لَهُ زَوْجَة فورث مِنْهَا مَا ينيف على سِتّمائَة دِينَار استهلكها فِي أسْرع وَقت وَرجع إِلَى تقلله، واشتهر بِحِفْظ الْفِقْه وَصَارَ يترفع فِيهِ على أهل عصره لكَونه لَا يرى فيهم من يقاومه وَكثر الآخذون عَنهُ، وَقد اجْتمعت بِهِ مرَارًا وَسمعت من أبحاثه وفوائده وأفادني تَرْجَمَة أَبِيه وجده وجد أَبِيه وَأَخْبرنِي أَنه شرح الْمِنْهَاج ومختصر التبريزي)

وَسَماهُ الْفَتْح العزيزي وَبَعض التدريب للبلقيني وَالرَّوْض لِابْنِ الْمقري وتنقيح اللّبَاب وأفرد نكتا على كل من الرَّوْضَة والمنهاج بل شرع فِي شرح على البُخَارِيّ وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ الْآن أحفظ الشَّافِعِيَّة لفروع

<<  <  ج: ص:  >  >>