الْإِفْتَاء والتدريس، وَأَجَازَ لَهُ ابو هُرَيْرَة بن الذَّهَبِيّ وَأَبُو الْخَيْر بن العلائي وَآخَرُونَ، وَحج فِي سنة تسع عشرَة وَدخل دمياط والمحلة وَنَحْوهمَا، وناب فِي الْقَضَاء عَن الْجلَال البُلْقِينِيّ فَمن بعده وترقب ولَايَة الْقَضَاء الْأَكْبَر وَرُبمَا ذكر لذَلِك خُصُوصا فِي الْأَيَّام الْمُتَأَخِّرَة وخوطب بِهِ وَكَاد أمره أَن يتم فِي أَيَّام الظَّاهِر خشقدم ودرس بمدرسة سودون من زادة بالتبانة عقب أَبِيه وَكَذَا ولي بعده إِفْتَاء دَار الْعدْل واشتهر بالثروة الزَّائِدَة الَّتِي جرها إِلَيْهِ الْمِيرَاث من قبل أَبِيه وَغَيره مَعَ التقتير الزَّائِد والإزراء فِي ملبسه وإفراطه فِي البأو والتعاظم لَا لموجب حَتَّى أَن الديمي سَأَلَهُ فِي الْمَجِيء للكاملية ليحدث بِصَحِيح البُخَارِيّ فَأجَاب بتكلف زَائِد وَلما حضر خاطبه بشيخ الْإِسْلَام وَقَرَأَ بَين يَدَيْهِ مَعَ جمَاعَة من الشُّيُوخ الْمجْلس الأول ثمَّ أنف من إشراك غَيره مَعَه فِي الأسماع وَانْقطع عَن الْحُضُور إِلَّا إِن كَانَ بمفرده وَلَو لم يمْتَنع كَانَ أجمل فِي حَقه وَأجل، وَقد حدث باليسير جدا قَرَأت عَلَيْهِ جُزْءا وَقَرَأَ عَلَيْهِ غير وَاحِد من الطّلبَة وليم من قَرَأَ عَلَيْهِ بعد توعكه فِي سنة سِتّ وَسبعين لكَونه كَمَا قيل فِي حيّز الْمُخْتَلطين، وَكَانَ قد امتحن فِي أَوَائِل سلطنة الظَّاهِر جقمق فِي ذِي الْقعدَة سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين بِسَبَب جَارِيَة أفسدها عَبده جر ذَلِك إِلَى إهانته وضربه وإشهاره على حمَار وَفِي عُنُقه باشه وبذل ألف دِينَار وَأكْثر وَلَوْلَا تلطف شَيخنَا فِي أمره لَكَانَ الْأَمر أَشد. وَآل أمره إِلَى عَزله من نِيَابَة الحكم، وَلزِمَ بَيته حَتَّى مَاتَ فِي يَوْم الْخَمِيس عَاشر شعْبَان سنة ثَمَان وَسبعين بعد توعك طَوِيل يزِيد على خمس سِنِين بِحَيْثُ أقعد وَصلى عَلَيْهِ بمصلى بَاب النَّصْر ثمَّ دفن فِي تربة سعيد السُّعَدَاء رَحمَه الله وَعَفا عَنهُ. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُحَمَّد جلال الدّين بن الْعِزّ بن الْبَدْر الْحَرَّانِي الأَصْل القاهري)
القادري أَخُو عبد الْقَادِر الْمَاضِي لِأَبِيهِ والمحب بن بلكا القادري لأمه. مِمَّن حفظ الْقُرْآن والعمدة وَسمع على شَيخنَا وَغَيره كالبخاري بالظاهرية حَيْثُ سمع فِيهِ وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة باستدعاء ابْن فَهد وَغَيره وتكررت تَسْمِيَة ابْن فَهد لِأَبِيهِ بِمُحَمد وَهُوَ غلط. وَمَات قبل أَن يتكهل سنة سِتِّينَ تَقْرِيبًا رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز بن مُسلم الشَّمْس أَبُو عبد الله المستناني المغربي السكندري الْمَالِكِي الْمَاضِي أَبوهُ. مَاتَ فِي سنة خمس وَسبعين أَو أَوَائِل الَّتِي بعْدهَا بدمياط فَإِنَّهُ توجه غليها صُحْبَة الْمَنْصُور لكَونه كَانَ إِمَامه وَله فِيهِ مزِيد اعْتِقَاد مَعَ استفاضة ذكره بالصلاح وَالْعلم وعقل وَسُكُون، وَقد كتب الْكثير بِخَطِّهِ رَحمَه الله وإيانا.
مُحَمَّد بن عبد الْعَزِيز أبي فَارس صَاحب الْمغرب. مضى فِيمَن جده أَحْمد بن مُحَمَّد
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute