المراغي والمحب المطري وَآخَرُونَ مِنْهُم أَبُو جَعْفَر بن العجمي والضياء بن النصيبي، وَدخل الْقَاهِرَة مَعَ أَبِيه فِي أول سنة سِتّ وَخمسين وتوجها مِنْهَا إِلَى بَيت الْمُقَدّس ثمَّ لدمشق ثمَّ رجعا إِلَى الْقَاهِرَة وسافرا مِنْهَا لبلاد الْمغرب فدخلا تونس وبجاية والجزائر وزهران وتلمسان وفاس ومكناس ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة فِي موسم سنة ثَمَان وَخمسين ثمَّ سَافر وَحده إِلَى بِلَاد الْمغرب فِي موسم سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَدخل تونس فَقَط وَعَاد إِلَى مَكَّة سنة تسع وَسِتِّينَ وتكرر دُخُوله للقاهرة ثمَّ دخل الْمغرب أَيْضا وزادت إِقَامَته فِيهَا على سنتَيْن، ولازم بِالْقَاهِرَةِ فِي بعض مراته السنهوري فِي الْفِقْه وَغَيره وَكَذَا لازمني حَتَّى قَرَأَ على الألفية وَشَرحهَا وَقَرَأَ على الشاوي والزكي الْمَنَاوِيّ وَعبد الصَّمد الهرساني وَآخَرين، وناب فِي قَضَاء الْمَالِكِيَّة بِمَكَّة بمرسوم من السُّلْطَان وتوهم استقلاله بِهِ بعد موت القَاضِي فَمَا اتّفق وَخَاصم الرَّافِعِيّ لكَونه ابْن عمته فَمَا أنجح، وسافر بعد ذَلِك إِلَى الغرب أَيْضا ثمَّ عَاد وانجمع بمنزله وَبِيَدِهِ الْإِمَامَة بِمَسْجِد الْخيف وَغير ذَلِك وسافر بعد ذَلِك أَيْضا إِلَى الْهِنْد وَهُوَ فِي سنة تسع وَتِسْعين بهَا. مُحَمَّد أَبُو عبد الله الحسني الفاسي الْمَكِّيّ شَقِيق الَّذِي قبله. ولد فِي غرُوب الشَّمْس ثَالِث عشر رَجَب سنة اثْنَتَيْنِ وَخمسين وَثَمَانمِائَة وَنَشَأ فَقَرَأَ الْقُرْآن وَأَجَازَ لَهُ فِي سنة أَربع وَخمسين أَبوهُ وَإِبْرَاهِيم الزمزمي والعليف وَأَبُو الْبَقَاء بن الضياء وَأَبُو الْفَتْح المراغي والزين الأميوطي والمحب المطري والبدر بن فَرِحُونَ وَأَبُو جَعْفَر بن النصيبي والضياء بن النصيبي وَآخَرُونَ وَقدم الْقَاهِرَة مرَارًا مِنْهَا فِي سنة خمس وَتِسْعين، وَكتب من القَوْل البديع نسخا وَكَذَا كتب الْأَحَادِيث المشتهرة وَسمع مني فِي مَكَّة قَلِيلا، وَهُوَ ثقيل السّمع طبع وَحده. مُحَمَّد الرضي أَبُو حَامِد الحسني الفاسي الْمَكِّيّ شَقِيق اللَّذين قبله. مِمَّن حفظ الْقُرْآن وَغَيره وَقدم الْقَاهِرَة مَعَ أول أَخَوَيْهِ فَعرض عَليّ وَسمع مني.)
مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الْكَمَال أَبُو البركات الششيني الْمحلي ثمَّ القاهري الشَّافِعِي وَهُوَ بكنيته)
أشهر. يَأْتِي هُنَاكَ. مُحَمَّد بن عبد اللَّطِيف الْبُرُلُّسِيّ السكندري أَخُو على الْمَاضِي. أحد التُّجَّار مَاتَ فِي شَوَّال سنة إِحْدَى وَثَمَانِينَ بالرمل ظَاهر اسكندرية فَحمل إِلَى الجزيرة خَارج بَاب الْبَحْر فَدفن عِنْد الشَّيْخ عَليّ الموازيني، وَكَانَ كثير الملاءة جدا مَعَ خير وَقُوَّة نفس وسماحة بالبذل فِي بُلُوغ مقاصده وَحسن شكالة، وسافر فِي التِّجَارَة لمَكَّة وَغَيرهَا وَله أوقاف فِي جِهَات قرب من جُمْلَتهَا بَيت الْمَنْصُور بن الظَّاهِر جقمق الَّذِي صَار إِلَيْهِ بعد خَلِيل بن النَّاصِر اشْتَرَاهُ مِنْهُ حِين تحول لدمياط ثمَّ وَقفه رَحمَه الله. مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن حمام الشَّمْس الشَّامي ثمَّ الْمَكِّيّ الْمُؤَدب بهَا. مَاتَ بِمَكَّة فِي ربيع الآخر سنة اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعين. أرخه ابْن فَهد. وَكَانَ قدم مَكَّة وقطنها وأدب بهَا الْأَطْفَال وَتزَوج بِزَيْنَب ابْنة أَحْمد الشوبكي واستولدها أَوْلَادًا مِنْهُم أَحْمد وَأَبُو الْفَتْح وَكَانَ فَقِيرا مباكا، وَلما قدم مَكَّة السراج عمر بن المزلق اشْترى دَارا بقعيقعان ووقفها عَلَيْهِ وعَلى أَوْلَاده. مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن بن عَليّ بن سِنَان بن رُمَيْح مُحي الدّين أَبُو نَافِع بن الْجمال بن الْبُرْهَان السَّعْدِيّ القاهري الشَّافِعِي وَيعرف بالأزهري وبابن الريفي.
ولد فِي أحد الربيعين سنة تسع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ بهَا فحفظ الْقُرْآن والعمدة والتنبيه وألفية النَّحْو، وَعرض فِي سنة ثَمَانمِائَة فِيمَا بعْدهَا على جمَاعَة كالأبناسي وَابْن الملقن والبلقيني والعراقي وَأَوْلَاد كل من الثَّلَاثَة النُّور والجلال وَالْوَلِيّ وناصر الدّين الصَّالِحِي والدميري وأجازوه والصدر الْمَنَاوِيّ وَغَيره مِمَّن لم نر فِي خطه الْإِجَازَة، واشتغل بِالْعلمِ يَسِيرا وتكسب بِالشَّهَادَةِ وَكتب التوقيع وتنزل فِي الْجِهَات وباشر المؤيدية والباسطية وَكَانَ خطيبها، وَحج مرَارًا مِنْهَا فِي سنة سِتِّينَ وجاور الَّتِي تَلِيهَا وَقيد فَوَائِد ومسائل بِخَطِّهِ وَكتب عَن الْبَدْر الدماميني شَيْئا من شعره بل اعتني بِالسَّمَاعِ فَسمع على الفرسيسي مُعظم سيرة ابْن سيد النَّاس وَهُوَ أول سَماع وقفت لَهُ عَلَيْهِ كَانَ فِي سنة سِتّ وَتِسْعين وعَلى الشّرف بن الكويك والجمالين الْحَنْبَلِيّ والكازروني والشموس الشَّامي وَابْن البيطار والرزاتيتي وَابْن الْمصْرِيّ والبوصيري وَابْن عَليّ البيجوري والبرماوي وَالْوَلِيّ لاعراقي والنور الفوى والشهاب البطائحي والسراج قَارِئ الْهِدَايَة، وَكَانَ يضْبط الْأَسْمَاء وَيكْتب الطباق بِدُونِ براعة)
فيهمَا، وَأَجَازَ لَهُ فِي استدعاء بِخَط الْبَدْر بن الدماميني فِي شعْبَان سنة إِحْدَى وَثَمَانمِائَة أَبُو الْخَيْر بن العلائي، وَحدث سمع مِنْهُ الْفُضَلَاء حملت عَنهُ أَشْيَاء، وَكَانَ معدلا فَاضلا ضابطا لفوائد ونوادر طلق الْكَلَام خَطِيبًا جَهورِي الصَّوْت. وَقَالَ البقاعي إِنَّه كَانَ غير عدل مجازفا فِي شهاداته متساهلا. مَاتَ فِي لَيْلَة الْخَمِيس سَابِع جُمَادَى الأولى سنة سبعين بمنزله من السيوفية قريب الأشرفية سامحه الله. مُحَمَّد أَخُو الَّذِي قبله. ولد سنة إِحْدَى وَتِسْعين وَسَبْعمائة وَسمع فِي الْخَامِسَة على الفرسيسي مَعَ أَخِيه مسموعه من السِّيرَة وَمَا عَلمته. مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الْبَدْر القاهري الْأَزْهَرِي وَيعرف بالمصري. كتب عَنهُ الْعِزّ بن فَهد قصيدة من نظمه يمدح بهَا الفخري بن غلبك أَولهَا:
(خليلي قد هام الْفُؤَاد بأسره ... وعدة مقاطيع وَكَانَ قد)
مُحَمَّد بن عبد الله بن إِبْرَاهِيم الشَّمْس المسوفي ثمَّ الْمدنِي المادح بحرمها والآتي وَلَده محمدت. ولد فِي سنة سبع وَعشْرين وَثَمَانمِائَة وَقدم مَعَ أَبِيه الْمَدِينَة وَهُوَ ابْن سنتَيْن أَو ثَلَاث فَقَرَأَ الْقُرْآن وَصَارَ مادح الْحرم مَعَ سُكُون وَخير. وَلما كنت هُنَاكَ سمع مني وَكتب لي من نظم وَلَده قصيدة. مُحَمَّد بن عبد الله بن أَحْمد بن حسن بن الزين مُحَمَّد بن الْأمين مُحَمَّد بن القطب أَبُو السعادات الْأَكْبَر الْقُسْطَلَانِيّ الْمَكِّيّ. أجَاز لَهُ أَو لِأَخِيهِ الْآتِي فِي سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانمِائَة ركن الدّين مُحَمَّد بن إِسْمَاعِيل بن مُحَمَّد الخوافي. مُحَمَّد أَبُو السعادات الْأَصْغَر. أَخُو الَّذِي قبله. مُحَمَّد أَبُو الْبَقَاء أخوهما. سمع الزين المراغي وَعلي بن مَسْعُود بن عبد الْمُعْطِي وَأَبا حَامِد المطري وَابْن سَلامَة وَالْجمال بن ظهيرة وَغَيرهم، وَأَجَازَ لَهُ عَائِشَة