للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من تَحت يَده وخطب بالجامع فكرهه النَّاس ومقتوه وَلم يلبث أَن اطلع تمر على أَنه خانه فصادره وعاقبه وأسره إِلَى أَن وصل تبريز فهرب وَدخل الْقَاهِرَة فَكتب توقيعه بِقَضَاء الشَّام فَلم يمضه نائبها شيخ وَاسْتمرّ خاملا حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَمَان بعد أَن كَانَ تفرق أَخُوهُ وَأَوْلَاده وظائفه ثمَّ صالحوه على بَعْضهَا ذكره شَيخنَا فِي إنبائه.

٥٤١ - مَحْمُود بن أَحْمد بن حسن بن إِسْمَعِيل بن يَعْقُوب بن إِسْمَعِيل مظفر الدّين ابْن الإِمَام شهَاب الدّين العنتابي ويخفف بالعيني الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ شَقِيق الشَّمْس مُحَمَّد الْمَاضِي وَيعرف كَهُوَ بِابْن الأمشاطي / نِسْبَة لجدهما لِأُمِّهِمَا الشَّيْخ الْخَيْر شمس الدّين لتجارته فِيهَا. ولد فِي حُدُود سنة اثْنَتَيْ عشرَة وَثَمَانمِائَة بِالْقَاهِرَةِ وَنَشَأ فحفظ الْقُرْآن والنقاية فِي الْفِقْه لصدر الشَّرِيعَة وكافية ابْن الْحَاجِب ونظم نخبة شَيخنَا للعز الْحَنْبَلِيّ الْمُسَمّى نزهة النّظر والتلويح فِي الطِّبّ للخجندي واشتغل فِي الْفِقْه على السعد بن الديري والأمين الأقصرائي والشمني وَابْن)

عبيد الله وَعَن الثَّانِي أَخذ أَيْضا فِي النَّحْو وَغَيره وَعَن الثَّالِث والشرف بن الخشاب أَخذ الطِّبّ بل أَخذه بِمَكَّة عَن سَلام الله وَكَذَا سمع عَلَيْهِ بِقِرَاءَة الْخَطِيب أبي الْفضل النويري فِي الشمسية وَأخذ الْمِيقَات عَن الشَّمْس الْمحلي وَسمع على الشَّمْس الشَّامي فِي ذيل مشيخة القلانسي وعَلى الْبَدْر حُسَيْن البوصيري رَفِيقًا للسنباطي مقورء أبي الْقسم النويري من أول سنَن الدَّارَقُطْنِيّ وَهُوَ ثَلَاثُونَ ورقة وعَلى شَيخنَا وَآخَرين وَأَجَازَ لَهُ جمَاعَة وَدخل لدمشق غير مرّة وَحضر عِنْد أبي شعر مجَالِس من وعظه وَكَذَا حج غير مرّة وجاور وَسمع على التقي بن فَهد وَأبي الْفَتْح المراغي، وزار الطَّائِف رَفِيقًا للبقاعي ورابط فِي بعض الثغور وسافر فِي الْجِهَاد واعتنى بالسباحة وبالتجليد وبرمي النشاب وعالج وثاقف وَرمى بالمدافع وَعمل صَنْعَة النفط والدهاشات وَأخذ ذَلِك عَن الأستاذين وَتقدم فِي أَكْثَرهَا إِلَى غَيرهَا من النكت والصنائع والفنون والبدائع وباشر الرياسة فِي عدَّة مدارس وَكَذَا الطِّبّ بل درس فِيهِ وصنف وتدرب فِيهِ جمَاعَة صَارَت لَهُم براعة وَمَشى للمرضى فللرؤساء على وَجه الاحتشام ولغيرهم بِقصد الاحتساب مَعَ عدم الإمعان فِي الْمَشْي ودرس الْفِقْه بالزمامية بِنَاحِيَة سويقة الصاحب تلقاها عَن الشَّمْس الرَّازِيّ وبدرس بكلمش الْمعِين لَهُ المؤيدية مَعَ الْإِمَامَة بالصالحية بعد أَخِيه وبالظاهرية الْقَدِيمَة بعد سعد الدّين الكماخي والطب بِجَامِع طولون والمنصورية بعد الشّرف بن الخشاب نِيَابَة عَن وَلَده ثمَّ اسْتِقْلَالا إِلَى غير ذَلِك من الْجِهَات وناب فِي الْقَضَاء عَن السعد بن الديري فَمن بعده على طَريقَة جميلَة ثمَّ أعرض عَنهُ بِحَيْثُ أَنه لم يُبَاشر عَن أَخِيه وَكَذَا أعرض عَن سَائِر مَا تقدم

<<  <  ج: ص:  >  >>