للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقره وَحَاجته وَهُوَ أصيل سَاكن لَهُ نظم مدح بِهِ أَبَا السُّعُود بن ظهيرة قَاضِي مَكَّة وَغَيره وَقَالَ بحضرتي من ذَلِك أَشْيَاء.

٥٦٩ - مَحْمُود بن عمر بن مَحْمُود بن إِيمَان الشّرف الْأَنْطَاكِي ثمَّ الدِّمَشْقِي الْحَنَفِيّ. / هَكَذَا سَمَّاهُ الْحَافِظ بن مُوسَى والعيني والنجم بن فَهد فِي مُعْجم أَبِيه وَآخَرُونَ وَسَماهُ شَيخنَا مسعودا وَالْأول أصح فَكَذَلِك هُوَ فِي تَارِيخ ابْن خطيب الناصرية، قدم من بَلَده إِلَى حلب ثمَّ إِلَى دمشق فَسمع بهَا من ابْن كثير وَالصَّلَاح الصَّفَدِي وَغَيرهمَا وَقَرَأَ فِي الْفِقْه على الصَّدْر بن مَنْصُور ولازمه وعَلى الشهَاب أبي الْعَبَّاس العنابي كتب ابْن ملك وَغَيرهَا من كتب الْأَدَب وَحصل الْعَرَبيَّة على طَريقَة ابْن الْحَاجِب إِلَى غَيرهَا من الْعُلُوم الْعَقْلِيَّة وَكتب الْخط الْمَنْسُوب وتصدى لإقراء النَّحْو بِجَامِع بني أُميَّة من سنة بضع وَسِتِّينَ حَتَّى مَاتَ، وَكَانَ لفقره يَأْخُذ الْأُجْرَة على التَّعْلِيم بل تعانى الشَّهَادَة فَلم يكن بالمحمود فِيهَا مَعَ تواضعه ولطافته وَحسن نوادره وجودة نظمه وإنشائه. قَالَ شَيخنَا فِي إنبائه أَنه تقدم فِي الْعَرَبيَّة وفَاق فِي حسن التَّعْلِيم حَتَّى كَانَ يشارط عَلَيْهِ إِلَى أمد مَعْلُوم بمبلغ مَعْلُوم قَالَ وَكَانَ مزاحا قَلِيل التصون. مَاتَ فِي لَيْلَة الْأَرْبَعَاء خَامِس شعْبَان سنة خمس عشرَة وَهُوَ فِي عشر الثَّمَانِينَ وَمِمَّنْ لقِيه الْجمال بن مُوسَى المراكشي فَأخذ عَنهُ هُوَ والموفق الأبي وَقَالَ ابْن خطيب الناصرية فِي تَارِيخه كَانَ عَالما بالنحو انْتهى علمه إِلَيْهِ فِي وقته إِلَّا انه كَانَ منبوزا بقلة الدّين.

٥٧٠ - مَحْمُود بن عمر بن مَنْصُور أفضل الدّين أَبُو الْفضل بن السراج القرمي الأَصْل القاهري الْحَنَفِيّ وَيعرف بلقبه. / نَشأ بِالْقَاهِرَةِ فحفظ الْقُرْآن وكتبا واشتغل فِي الْفِقْه على قَارِئ الْهِدَايَة والنظام السيرامي والتفهني وَغَيرهم وَقَرَأَ على الْبِسَاطِيّ فِي الْمعَانِي وَالْبَيَان وَغَيرهَا وَكَذَا لَازم الْعِزّ بن جمَاعَة ثمَّ الْعَلَاء البُخَارِيّ وَكَانَ عِنْده حِين مَجِيء الْبُرْهَان الأدكاوي إِلَيْهِ وإجلاله الزَّائِد لَهُ بِحَيْثُ اقْتضى سُؤال بَعضهم لَهُ فِي تَقْرِير درسهم فَفعل فِي حِكَايَة طَوِيلَة، بل قَرَأَ على شَيخنَا فِي شرح ألفية الْعِرَاقِيّ ورافقه فِيهِ الشمني وَغَيره وَسمع على الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ والواسطي وبرع واقرأ بعض الطّلبَة وناب فِي الْقَضَاء وَصَارَ ذَا خبْرَة بِالْأَحْكَامِ فقصد بهَا وَرغب فِي الدَّرَاهِم ودام فِيهِ زِيَادَة على ثَلَاثِينَ سنة واختص بالبدر الْعَيْنِيّ بِحَيْثُ قَرَّرَهُ خطيب مدرسته وَمَعَ ذَلِك فناب فِي الْحِسْبَة عَن يار على الْخُرَاسَانِي المستقر عوض مخدومه وَلم يلبث أَن أُعِيد الْبَدْر غليها فَلم يستنبه قصاصا وانتقاما، وَقد حج غير مرّة وجاور بِأخرَة وَأخذ عَنهُ هُنَاكَ بعض الطّلبَة. وَرجع وَهُوَ فِيمَا بَلغنِي مقلع عَن الْقَضَاء فَمَاتَ فِي رُجُوعه فِي لَيْلَة الثُّلَاثَاء سَابِع عشرَة ذِي الْحجَّة سنة خمس وَسِتِّينَ بالقاع

<<  <  ج: ص:  >  >>