للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وَعقد لَهُ مجْلِس حافل عِنْد النَّائِب وتعصبوا عَلَيْهِ فَلم ينهضوا لمقاومته وَقدم مصر فَعَظمهُ الأكابر خُصُوصا شَيخنَا وابتهج بقدومه عَلَيْهِ وَأهْدى لَهُ شَيْئا من ملبوسه وَكتبه ولقيته إِذْ ذَاك وَسمع بِقِرَاءَتِي عَلَيْهِ وانتفعت بلحظه ودعائه ثمَّ لَقيته بصالحية دمشق فَبَالغ فِي إكرامي بِمَا لَا أنهض لوصفه واغتبط بمحبتي وَلزِمَ السماع معي هُوَ والأعيان من طلبته وأعانني فِي تَحْصِيل بعض الْكتب والأجزاء وعزم على السّفر معي إِلَى حلب وبعلبك ثمَّ أعرض عَن ذَلِك بِسَبَب يرجع إِلَى الْإِخْلَاص وَلما رجعت إِلَى الْقَاهِرَة أرْسلت إِلَيْهِ هَدِيَّة فَأحْسن بقبولها وَأظْهر سُرُورًا وَقد وَصفه تِلْمِيذه الْعَلَاء المرداوي بِأَنَّهُ عَلامَة زَمَانه فِي الْبَحْث وَالتَّحْقِيق وَقَالَ ابْن أبي عذيبة شيخ الْحَنَابِلَة بِالشَّام وإمامهم ومفتيهم وعالمهم وزاهدهم مَاتَ فِي عَاشر الْمحرم سنة إِحْدَى وَسِتِّينَ بِدِمَشْق وَدفن بالروضة جوَار الْمُوفق بن قدامَة وَلم يخلف بعده فِي مَجْمُوعه مثله رَحمَه الله ونفعنا بِهِ ٣ {أَبُو بكر) بن أَحْمد بن إِبْرَاهِيم بن أَحْمد بن أبي بكر بن عبد الْوَهَّاب بن أَحْمد الْفَخر بن الشهَاب المرشدي الفوي الأَصْل الْمَكِّيّ الشَّافِعِي الْمَاضِي أَبوهُ وَيعرف بالفخر المرشدي وَالِد مُحَمَّد الْمَدْعُو عبد الصَّمد ولد فِي ذِي الْقعدَة سنة ثَلَاث وَثَمَانمِائَة بِمَكَّة وَنَشَأ بهَا فَقَرَأَ الْقُرْآن وتلاه على ابْن الْجَزرِي بعدة رِوَايَات وَسمع عَلَيْهِ شَيْئا من الحَدِيث وَحفظ أربعي النَّوَوِيّ والعمدة والمنهاج الفرعي وَعرض على الْجمال بن ظهيرة وَابْن سَلامَة والنجم الْمرْجَانِي وَآخَرين مِمَّن أجَاز لَهُ وَنَقله أَبوهُ إِلَى الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة فَسمع بهَا الزين المراغي وَأَجَازَ لَهُ من أَهلهَا القاضيان عبد الرَّحْمَن بن صلح وَنور الدّين عَليّ بن أبي الْفَتْح الزرندي وَالْجمال الكازروني وَبحث عَلَيْهِ نصف تَفْسِير الْبَغَوِيّ وَغَيرهم ثمَّ عَاد إِلَى مَكَّة وَسمع بهَا الْوَلِيّ الْعِرَاقِيّ وَشَيخنَا ولازم الْحَج والاعتمار من الْجِعِرَّانَة مُدَّة إِقَامَته فِيهَا وَدخل الْيمن والقاهرة وَالشَّام ورحل إِلَى أدرنة من بِلَاد الرّوم فَمَا دونهَا وَحضر هُنَاكَ غزَاة على سَاحل الْبَحْر الْأَخْضَر وباشر فِيهَا الْقِتَال وَقَرَأَ قصيدة البوصيري الهمزية على الشَّمْس الفنري وَسمع عَليّ بحلب على الْبُرْهَان سبط ابْن العجمي وبدمشق على ابْن نَاصِر الدّين وَأبي شعر وَأبي زكنون وَبحث فِي الْفِقْه على الشَّمْس الكفيري والشهاب بن المحمرة وَعرض بهَا الْمِنْهَاج على الْعَلَاء البُخَارِيّ وَأَجَازَهُ وَكَذَا أجَاز لَهُ فِي سنة خمس فَمَا بعْدهَا الْعِرَاقِيّ والهيثمي وَالْجمال بن الشرايحي والشهابان الحسباني وَابْن حجي وَابْن صديق وَعَائِشَة ابْنة ابْن عبد الْهَادِي وَآخَرُونَ وَدخل مصر أَيْضا وَأجَاب بهَا عَن ذَاك اللغز الَّذِي أَوله تَقول فتاة المنحنى بعد بعْدهَا وَقد سمحت من بعد صد وإعراض

<<  <  ج: ص:  >  >>