للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

إِلَى إرْسَاله من رودس إِلَى أقرنصا فِيمَا قيل وَبِالْجُمْلَةِ فَهُوَ إِلَى الْآن فِي قَبْضَة الفرنج وَلَو قدر إِلْزَام السُّلْطَان لَهُ بِالْإِقَامَةِ كَفِعْلِهِ فِي أخى السَّيِّد مُحَمَّد بن بَرَكَات وَفِي حفيد حسن باك أَو حَبسه لاندفع شَرّ كَبِير فقد جرت فِي غُضُون ذَلِك حوادث تلف فِيهَا رجال وأموال شرحت فِي محالها وَرَأَيْت من يذكرهُ باشتغال فِي الْعُلُوم وَأَنه قَرَأَ فِي شرح المواقف وَفِي المقامات ومقداماتها من كتب الْأَدَب وَأَنه رُبمَا نظم مَعَ سلوكه طَرِيق أَبِيه فِي تَعْظِيم الْعلمَاء والغرباء وَالْكَرم وتجديده لزوايا ومساجد وَغَيرهَا بل وأجرى المَاء من مَسَافَة نَحْو سِتَّة أَيَّام إِلَى اسطنبول وَكَثُرت لذَلِك فِيهَا السبل وعد ذَلِك فِي مآثره وصدقاته لأهل الْحَرَمَيْنِ واصلة وَصلَاته متواصلة وَهُوَ مَعَ هَذَا ممتهن لنَفسِهِ فِي لِبَاسه غير متأنق فِيهِ مَعَ عدم شكالته وَنقص شارته وإقباله فِيمَا قبل على مَا لَا يرتضي وَفَسَاد عقيدته وَآل أمره مَعَ سلطاننا إِلَى التظاهر بالمصادقة وَتَسْلِيم القلاع الَّتِي كَانَت سَببا للتنازع وَأهْدى كل مِنْهُمَا للْآخر مَا شرح فِي الْحَوَادِث فَالله يحسن الْعَاقِبَة ٤٨٦ (أَبُو يزِيد) بن مرادباك بن أرخان بن أردن عَليّ بن عُثْمَان بن سُلَيْمَان بن عُثْمَان خوند كار سُلْطَان الرّوم وَيعرف بيلدرم بايزيد وَهُوَ بالتركي الْبَرْق ويكنى بِهِ عَن الصاعقة أقيم فِي ممالك الرّوم الَّتِي كرسيها برصا بعد موت أَبِيه فِي سنة سِتّ وَتِسْعين بِعَهْد مِنْهُ فأربى على سلفه وَعمر جَامع برصا ورخم ظَاهره وباطنه وَجعل المَاء فِي سطحه ينزل مِنْهُ فَيجْرِي فِي عدَّة أَمَاكِن وَعمر البيمارستان وَأَنْشَأَ نَحْو ثلثمِائة غراب وملأها بالأسلحة والأزودة واشتهر بِالْجِهَادِ فِي الْكفَّار حَتَّى بعد صيته وكاتبه الظَّاهِر برقوق وهاداه وَكَانَ يَقُول لَا أَخَاف من اللنك فَكل أحد يساعدني عَلَيْهِ إِنَّمَا أَخَاف من ابْن عُثْمَان وَكَانَ ملكا عادلا عَاقِلا شفوقا على الرّعية كثير الْغَزْو واتسعت مَمْلَكَته وَأمن النَّاس فِي بِلَاده وخفف عَنْهُم المكس بل يُقَال أَنه أبْطلهُ إِلَى أَن كَانَ كَسره على يَد تمر لنك وأسره وَأخذ بِرِضا وَبَعض بِلَاد الرّوم وخربها وَاسْتمرّ مَعَه فِي الْأسر حَتَّى مَاتَ فِي ذِي الْقعدَة سنة خمس عَن نَحْو خمسين سنة كَانَ تسع سِنِين مِنْهَا فِي المملكة واضطربت بِمَوْتِهِ مملكة الرّوم حَتَّى قَامَ بِالْأَمر ابْنه مُحَمَّد كرشجي ثمَّ مَاتَ فاستقر بعده حفيده مُرَاد باك ثمَّ بعد مَوته وَقع الْخلف بَين أَوْلَاده وَكلهمْ من خِيَار مُلُوك الدُّنْيَا وَمن محَاسِن الزَّمَان وسياج لِلْإِسْلَامِ قَدِيما وحديثا وَقد طول ابْن خطيب الناصرية وَغَيره تَرْجَمته وَكَذَا شَيخنَا فِي حوادث سنة خمس من انبائه وَيُقَال إِن أصلهم من الْحجاز وَإِن عُثْمَان الاول قدم من الْمَدِينَة النَّبَوِيَّة إِلَى بِلَاد قرمان وَنزل قونية فَارًّا من غلاء كَانَ بالحجاز وَالشَّام واتصل ببني قرمان وبأتباع السُّلْطَان فِي سنة نَيف

<<  <  ج: ص:  >  >>