(تسْأَل الله أَن يزيدك فضلا ... بحبيب لَهُ الْغَمَام أظلت)
فَقلت يَا بديعة الْمعَانِي ورفيعة المباني وَمن فاقت الْكثير من الرّحال فضلا عَن النِّسَاء وراقت ابياتا فحاكت الخنساء حفظ الله تَعَالَى دينك ودنياك وأراك كل مَحْبُوب فِي بنيك وعقباك تجرع الصَّبْر على الْمَكْرُوه مسبب لطمأنينة النَّفس ورضاها بِمَا أوقعه مَوْلَاهَا وَيكون تواليه لذَلِك مخففاً لألمه منزلا لَهُ منزلَة ارتفاعه وَعَدَمه لألفه لَهُ وترجيه بِهِ لكل مَا أمله وَلذَا حفت الْجنَّة بالمكاره والتشاغل بالاولاد والاذكار الصَّحِيحَة الايراد وَالْعِبَادَة والزهادة مَانع من استرسالها فِي هَواهَا سِيمَا مَعَ النّظر فِي الْآيَات والآخبار الواردات النبويات المرغبة فِي الصَّبْر الَّتِي مِنْهَا بِشَارَة الله سُبْحَانَهُ للقائمين فِيهِ بِمَا أَمرهم بِهِ بهدايتهم للجنة وَالثَّوَاب وَالْحق وَالصَّوَاب وَقَوله {وَمن يُؤمن بِاللَّه يهد قلبه} وَلَا انفع فِي ذَلِك من مصنفي ارتياح الاكباد فَهُوَ غَايَة فِي الِاعْتِمَاد بل مرهم للقلوب والاجساد ثمَّ انه لَا مَانع فضلا من ارْتِفَاع الْمَكْرُوه أصلا مَعَ الاثابة أَن وجدت الانابة فالمصائب مَفَاتِيح الأرزاق وَالصَّبْر عقباه الْفرج وَعند التناهي يكون الْفرج وَرُبمَا يكون الْفرج بالقدوم على الله سُبْحَانَهُ وتعويضه بِالْفَضْلِ الجزيل وَالْفِعْل الْجَمِيل مِمَّا هُوَ أعظم مفروح بِهِ وَلَكِن الدُّعَاء بطول عمر السائلة للازياد من الْخيرَات وَالِاجْتِهَاد فِي الْفَضَائِل المتكائرات الْمُوجبَة لجلب المسرات وسلب المضرات من الْمُهِمَّات على أَن قَول الشَّاعِر مداها لَا يتمحص للكثرة واقامة الامد الطَّوِيل فقد يكون مداها قدره الله تَعَالَى للمصائب لَحْظَة أَو نَحْوهَا كَمَا أَنه لَا يتمحص تولت فِي اضمحلت لما قَرَّرْنَاهُ وَحِينَئِذٍ يخف الاستشكال المتقضى للسؤال المفتقر للرِّجَال وَالله الْمُسْتَعَان وَعَلِيهِ التكلان قَالَه وَكتبه السخاوي مُحَمَّد بن عبد الرَّحْمَن راجيا السّتْر والغفران متوسلا بِسَيِّد ولد عدنان صلى الله عَلَيْهِ وَسلم تَسْلِيمًا كثيرا، ثمَّ كتبت الى سَائِلَة أَيْضا بقولِهَا:
(يَا أَيهَا الحبر وبحر الندى ... يَا حَافِظًا نقل حَدِيث قديم)
(يَا منحة فِي دهره لم يزل ... ممتدحاً من كل فَاء وَمِيم)
(يَا غَايَة الآمال يَا منيتي ... يَا من بِهِ أضحى غرامي غَرِيم)
(يَا شمس دين الله يَا من غَدا ... بِكُل علم فِي البرايا عليم)
(وياسخاوي يَا امام الورى ... من خصة الله بِعلم جسيم)
(اسئلك يَا شيخ شُيُوخ النهى ... وَمن حوى فِي فِيهِ در نظيم)
(فِيمَن أَتَاهَا عائق عاقها ... عَن أمل صَارَت بِهِ فِي حميم)
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute