للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

وَابْن حسان وتغري برمش الْفَقِيه وَابْن قمر وَفِي الْإِحْيَاء مِنْهُم جمَاعَة، وَلم يرْزق حظا وَلَا نباهة، وَمَات فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ رَابِع عشري جُمَادَى الأولى سنة خمس وَثَلَاثِينَ بِالْقَاهِرَةِ وَدفن جوَار الزين الْعِرَاقِيّ وَلم يخلف بعده فِي مَعْنَاهُ مثله رَحمَه الله ونفعنا بِهِ، وَرَأَيْت من نقل عَن تغري برمش الْفَقِيه أَنه قَالَ لم ندرك فِيمَن أدركنا أَكثر سَمَاعا مِنْهُ قيل لَهُ وَلَا ابْن حجر قَالَ نعم وَلَا أشياخه. وَهَذَا مجازفة فكم من كتاب وجزء ومشيخة ومعجم قَرَأَهُ شَيخنَا أَو سَمعه لَعَلَّ الكلوتاتي مَا رَآهُ. وَقد تَرْجمهُ المقريزي فِي عقوده بِاخْتِصَار وَأَنه لم يخلف بعده فِي قِرَاءَة

الحَدِيث مثله.

أَحْمد بن عُثْمَان بن مُحَمَّد بن إِسْحَاق بن إِبْرَاهِيم الْبَهَاء أَبُو الْفتُوح بن الْفَخر أبي عَمْرو بن التَّاج أبي عبد الله بن الْبَهَاء أبي الْفِدَاء الْمَنَاوِيّ الأَصْل السّلمِيّ القاهري الشَّافِعِي أَخُو الْبَدْر مُحَمَّد ووالد عَليّ وَعمر الْآتِي ذكرهم. / ولد فِي رَجَب سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَسَبْعمائة واشتغل على ابْن عَم وَالِده الصَّدْر الْمَنَاوِيّ وَغَيره وأجيز بالإفتاء والتدريس وَاسْتقر هُوَ وَأَخُوهُ بعد أَبِيهِمَا فِي وظائفه كالجاولية والسعدية والسكرية والقطبية العتيقة والمجدية والمشهد الْحُسَيْنِي وإفتاء دَار الْعدْل، وخطب بالجامع الحاكمي وَقَبله بالصالحية وناب فِي الحكم بِالْقَاهِرَةِ وَغَيرهَا من أَعمال الْوَجْه البحري، وَولي أنظارا كَثِيرَة وَتزَوج خَدِيجَة ابْنة النُّور عَليّ بن السراج بن الملقن وأولدها الْمَذْكُورين وَابْنَة تزوج بهَا الولوي السفطي وَغَيره، وَكَانَ حسن السمت والتودد وافر الْعقل كثير الْمُرُوءَة محبا فِي أهل الْعلم رَئِيسا ذَا وجاهة زَائِدَة بِحَيْثُ عين مرّة للْقَضَاء وَكَانَت نَفسه تسمو إِلَيْهِ فَلم يتَّفق. مَاتَ فِي يَوْم الِاثْنَيْنِ سادس عشر رَمَضَان سنة خمس وَعشْرين عَن نَحْو الْأَرْبَعين وَدفن بالقرافة الصُّغْرَى، وَاسْتقر ابناه فِي جهاته واستنيب عَنْهُمَا خالهما جلال الدّين بن الملقن رَحمَه الله. ذكره شَيخنَا بِاخْتِصَار فِي إنبائه، وَحكى لي وَلَده النُّور أَنه روى عَن الشهَاب البطائحي وَأَنه كَانَ يطالع الْمطلب ويحضر دروس الْجلَال البُلْقِينِيّ فيستكثر الْجلَال مَا يبديه من الأبحاث والنقول ويضج من ذَلِك بِحَيْثُ أَدَّاهُ إِلَى أَخذ النُّسْخَة الَّتِي كَانَ يطالع مِنْهَا من خَازِن كتب الخطيري واستكتمه وَمَعَ هَذَا فَلم يخف على الْبَهَاء وَعدل لنظر غَيره من كتب الْأَصْحَاب الَّتِي بالمحمودية وَغَيرهَا وَلزِمَ طَرِيقَته فِي المباحثة وَنَحْوهَا حَتَّى صَار الْجلَال يَقُول لَهُ أَنْت تطالع من خزانَة مَحْمُود وَأَنا أَسْتَمدّ من الْملك الْمَحْمُود.

<<  <  ج: ص:  >  >>