للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

سنة ثَلَاث وَسِتِّينَ فَلَعَلَّهُ قبل استيطانها وَكَانَ مِمَّن أدْرك بهَا الْعَفِيف المطري والعفيف اليافعي فلازمه وَسَأَلَهُ الأسماع فأنظره مُدَّة ثمَّ أمره بِجمع الْكتب السِّتَّة وَغَيرهَا مِمَّا يُرِيد فِي الرَّوْضَة وَأَن يقْرَأ عَلَيْهِ من كل بعضه ويناوله إِيَّاهَا مَعَ الْإِجَازَة فَفعل ذَلِك فِي السِّتَّة والموطأ ومسند الشَّافِعِي وَأحمد والوسيط لِلْوَاحِدِيِّ والمصابيح وَشرح السّنة وجامع الْأُصُول والمشارق والعوارف والرسالة وصحاح الْجَوْهَرِي ثمَّ ابْن حبَان وَالشَّمَائِل)

لِلتِّرْمِذِي والبداية ومنهاج العابدين والإحياء ثلاثتها للغزالي ثمَّ جَمِيع أربعي النَّوَوِيّ قَرَأَهَا فِي أَرْبَعَة مجَالِس بِحُضُور جمَاعَة من الْفُقَهَاء فِي الرَّوْضَة بِجنب الْمِنْبَر وَكَذَا سمع عَلَيْهِ بعض تواليفه وَأَجَازَهُ بكلها وَلَقي بهَا أَيْضا الْأمين أَبَا عبد الله مُحَمَّد بن إِبْرَاهِيم بن عبد الرَّحْمَن الشماع الْمصْرِيّ قَاضِي الْقُدس فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْيَسِير من جَامع الْأُصُول وَسمع عَلَيْهِ شَيْئا من التِّرْمِذِيّ والعز بن جمَاعَة فَسمع عَلَيْهِ الشفا بالروضة بِجنب الْمِنْبَر بِقِرَاءَة الشَّمْس الخشبي والبردة والشقراطسية وَذَلِكَ فِي السّنة الَّتِي تَلِيهَا وَأَجَازَهُ وَقَرَأَ عَلَيْهِ بعض الْكَشَّاف وَالْفَائِق بواسطتين بَينه وَبَين مؤلفها وَبَعض ابْن حبَان والبدر أَبَا مُحَمَّد عبد الله بن فَرِحُونَ فَسمع عَلَيْهِ بالروضة بعض البُخَارِيّ وَجَمِيع مُسْند الطَّيَالِسِيّ وَأَجَازَ لَهُ وَالْقَاضِي نور الدّين على ابْن الْعِزّ يُوسُف الزرندي سمع عَلَيْهِ الطَّيَالِسِيّ أَيْضا وَبَعض الصَّحِيحَيْنِ وَالتِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَه وحدثه بمكارم الْأَخْلَاق بمناظرة الْحَرَمَيْنِ لَهُ وَأَجَازَهُ وزوجه ابْنَته عَائِشَة واستولدها وَلبس مِنْهُ وَمن الْعَفِيف المطري وَابْن جمَاعَة الْخِرْقَة الصُّوفِيَّة والبهاء أَحْمد بن التقي السُّبْكِيّ قَرَأَ عَلَيْهِ أربعي النَّوَوِيّ بالروضة وخطبة شَرحه للتلخيص المسى عروس الأفراح وناوله لَهُ وَكَذَا سمع بِمَكَّة على الْكَمَال بن حبيب مُسْند الطَّيَالِسِيّ أَيْضا فِي سنة ثَلَاث وَسبعين بِقِرَاءَة الْكَمَال الدَّمِيرِيّ وقطنها وَهُوَ ابْن أَرْبَعِينَ سنة بعد أَن فضل وأشير إِلَيْهِ بالبراعة وَالْجَلالَة وَاسْتمرّ بهَا إِلَى أَن مَاتَ أَكثر من أَرْبَعِينَ سنة يدرس ويروي ويفتي ويدرس ويصنف على طَريقَة شريفة من الْإِحْسَان لأَهْلهَا والواردين عَلَيْهَا وَنشر الْعلم وَالْأَمر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر والتوضع وإلحاق الْأَصْغَر بالأكبر حَتَّى انْتفع بِهِ أَهلهَا وَغَيرهم وَولي تدريس الْأَمِير يلبغا وَمِمَّنْ أَخذ عَنهُ وانتفع بِهِ كثيرا وَقَرَأَ عَلَيْهِ جَمِيع مصنفاته وَغَيرهَا كالبخاري القَاضِي نور الدّين عَليّ بن مُحَمَّد بن عَليّ بن يُوسُف الزرندي وَوَصفه بالشيخ الإِمَام الْعَلامَة وحيد دهره وفريد عصره والشرف أَبُو الْفَتْح المراغي قَرَأَ عَلَيْهِ مُسْند الطَّيَالِسِيّ ومسلسلات العلائي وفوائد الْحَاج للعلائي وَألبسهُ الْخِرْقَة وَهِي فرجية صوف أَزْرَق ولقنه الذّكر وزوجه ابْنَته أمة الله وَكَانَت عابدة خيرة ثمَّ طَلقهَا كَأَنَّهُ بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>