٢٥٦ - جانم الاشرفي قايتباي ابْن أخي السُّلْطَان /. بَالغ فِي ترقيه مَعَ صغر سنه فَأعْطَاهُ نظر الجوالي ثمَّ الْكسْوَة ثمَّ شاد الشربخاناه وسافر الْبِلَاد الشامية فجبي مِنْهَا شَيْئا يفوق الْوَصْف ثمَّ قدمه وزوجه اخت زَوجته ابْنة الْعَلَاء بن خَاص بك وسيق إِلَيْهِ بِسَبَب ذَلِك مَا لَا يُحْصى بل عزم حَسْبَمَا استفيض على إِعْطَائِهِ الدوادارية الْكُبْرَى فَلم يلبث أَن مَاتَ مسموما فِيمَا قيل من الدوادار وَذَلِكَ فِي ربيع الآخر سنة أَربع وَثَمَانِينَ وَقد زَاد على الْعشْرين بعد أَن توعك أَيَّامًا بِمَرَض حاد وحول فِي محفة من بَيته بسويقة الْعُزَّى إِلَى بولاق لَيْلًا فَأَقَامَ بِهِ الْيَوْم التَّالِي لَهَا ثمَّ مَاتَ فَحمل وَقت الزَّوَال فِي محفة أَيْضا فَغسل وكفن وَصلى عَلَيْهِ بمصلى الْمُؤمنِينَ شهده السُّلْطَان وَجَمِيع الْأُمَرَاء والعسكر والقضاة الا الْحَنَفِيّ وَمَشى الامراء وَنَحْوهم إِلَى تربة السُّلْطَان فَدفن بالقبة الْكُبْرَى مِنْهَا وتأسف هُوَ وغالب النَّاس على فَقده، وَكَانَ شَابًّا سَاكِنا عَاقِلا حييا غَايَة فِي الْجمال عوضه الله الْجنَّة.
٢٥٧ - جانم الاشرفي قايتباي وَيعرف بالأشقر / أحد العشرات الْمَذْكُورين بمزيد الفروسية لكنه كَانَ شهما مبغضا. مَاتَ فِي الْمحرم سنة اثْنَتَيْنِ وَثَمَانِينَ وَكَانَ قد أَمر قبل مَوته بِيَسِير على كشف الْبحيرَة فَمَاتَ قبل توجهه اليها غير مأسوف عَلَيْهِ.
٢٥٨ - جانم السيفي تمرباي الزردكاش /. عمل خازندار سَيّده ودواداره وَاسْتقر بِهِ السُّلْطَان فِي الزردكاشية أول أمره بعد أَن كَانَ رَأس نوبَة عَصَاهُ وَأحد العشرات، وَكَانَ مِمَّن سَافر لسوار وَحصل لَهُ من الدوادار جفَاء وَيذكر بثروة لِكَثْرَة مَا مَعَه من الاقاطيع والرزق المشتروات وَغَيرهَا مَعَ عدم خير وَلكنه قد ابتنى بجوار منزله بِالْقربِ من زقاق حلب سَبِيلا ومكتبا للأيتام.