للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

ابْن ثوران شاه الْملك الصَّالح ثمَّ الْكَامِل أَبُو المكارم بن الْأَشْرَف أبي المحامد ابْن الْعَادِل أبي المفاخر الأيوبي / الْمَاضِي أَبوهُ والآتي أَخُوهُ يحيى. اسْتَقر فِي مملكة حصن كيفا بعد قتل وَالِده سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ، وَكَانَ كَمَا قَالَ شَيخنَا على طَرِيقَته فِي محبَّة الْعلمَاء خُصُوصا الشَّافِعِيَّة، وَسَار فِي بِلَاده سيرة حَسَنَة وَنشر الْعدْل. قَالَ وَله نظم وَوَصفه أَيْضا بِأَنَّهُ من أهل الْفضل وَأَنه أرسل بديوان من شعره على عَادَة أَبِيه إِلَى الديار المصرية فقرضه لَهُ الأدباء، وَمن لطيف مَا وقفت عَلَيْهِ مِمَّا كتب لَهُ قَول الْكَمَال بن الْبَارِزِيّ:

(أَبْرَح الشّعْر إِن غَدَتْ مِنْك فِي قَبْضَة الْيَد ... غير بدع فَإِنَّهَا للخليل بن أَحْمد)

قَالَ شَيخنَا، وَقد انتقيت من الدِّيوَان الْمشَار إِلَيْهِ قَلِيلا وَمِنْه:

(بانوا فأجروا عيوني ... من بعدهمْ كالعيون)

(فِي حبهم مت عشقا ... يَا ليتهم قبلوني)

وانتقى من ديوانه غير ذَلِك، وأظن أَن شَيخنَا مِمَّن قرضه، وَاسْتمرّ فِي المملكة حَتَّى وثب عَلَيْهِ ابْنه فَقتله صبرا فِي ربيع الأول سنة سِتّ وَخمسين، ولقب بالعادل وَفِي تَرْجَمته من كتابي التبر المسبوك من نظمه غير ذَلِك، وَكَذَا فِي تَرْجَمَة أَبِيه من سنة سِتّ وَثَلَاثِينَ فِي أنباء شَيخنَا مَا يُمكن استفادته هُنَا.

٧٣٥ - خَلِيل بن أَحْمد بن عَليّ غرس الدّين السخاوي ثمَّ القاهري وَالِد أَحْمد / الْمَاضِي، كَانَ فِي مبدئه عِنْد الزين القمني فِي مزوراته ثمَّ استنهضه الشَّيْخ فَصَارَ يرقيه لما هُوَ أَعلَى من ذَلِك مِمَّا يشبه التِّجَارَة وَأخذ هُوَ فِي شَيْء من هَذَا إِلَى أَن صحب الشَّمْس الحلاوي وَكيل بَيت المَال وَأحد خَواص الظَّاهِر جقمق قبل سلطنته وَصَارَ يتَرَدَّد مَعَه إِلَيْهِ فاستخدمه فِي بعض مهماته بل واستنابه فِي نظر سعيد السُّعَدَاء وقتا وَصَارَت أَمْوَاله بذلك مرعية وَلَا زَالَ فِي نمو فَلَمَّا اسْتَقر فِي السلطنة هرع الأكابر فَمن دونهم إِلَيْهِ فِي قَضَاء مآربهم وعد فِي الْأَعْيَان وَقَرَأَ عِنْده الشهَاب الزُّهْرِيّ وَغَيره البُخَارِيّ وَولي نظر الْقُدس والخليل فِي ذِي الْحجَّة سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين عوضا عَن طوغان نَائِب الْقُدس وَمَشى فيهمَا كَمَا قَالَ الْعَيْنِيّ مَشى الوزراء وَكتاب السِّرّ قَالَ وَقيل انه كَانَ أول أمره جابيا يجبي وعَلى كتفه خرج وَلم يكن لَهُ يَد فِي طرف من علم من الْعُلُوم بِالْكُلِّيَّةِ بل كَانَ يعد من الْعَوام. قلت لَكِن كَمَا بَلغنِي كَانَ فِيهِ بر وَخير ومعروف وَتَدين وَقد حج غير مرّة وزار بَيت الْمُقَدّس قبل رياسته وَبعدهَا، وَقد تَرْجمهُ المقريزي فِي حوادث سنة ثَلَاث وَأَرْبَعين فَقَالَ انه قدمت بِهِ وبأخيه أمهما إِلَى الْقُدس وهما صبيان فنشآ بهَا

<<  <  ج: ص:  >  >>