للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

الْخلق وخدمة الاصحاب وَخرج وَهُوَ بهَا لِلْحَافِظِ الْجمال بن ظهيرة معجما وبالقاهرة للمجد إِسْمَاعِيل الْحَنَفِيّ مشيخة وَاسْتمرّ مجاورا بهَا من تِلْكَ السّنة نَحْو سبع سِنِين مُتَوَالِيَة غير أَنه كَانَ زار الْمَدِينَة من مَكَّة ثَلَاث مرار وزار الطَّائِف مرّة وَلما حج فِي سنة إِحْدَى عشرَة توجه مَعَ قافلة عقيل إِلَى الحسا والقطيف لالزام بعض أَصْحَابه لَهُ بذلك وَركب الْبَحْر إِلَى كنباية من الْهِنْد ثمَّ رَجَعَ إِلَى هرموز ثمَّ جال فِي بِلَاد الْمشرق فَدخل هراة وسمرقند وَغَيرهمَا وَصَارَ يُرْسل كتبه إِلَى مَكَّة بالتشوق إِلَيْهَا وَإِلَى أَهله وَخرج الْكثير لنَفسِهِ وَغَيره سوى مَا تقدم فمما خرجه لنَفسِهِ المتباينات قَالَ شَيخنَا فِي أنبائه فبلغت مائَة حَدِيث، وَقَالَ فِي مُعْجَمه أَنه رام إكمالها مائَة فَرَأَيْت بِخَطِّهِ تسعين وَأَحَادِيث الْفُقَهَاء الشَّافِعِيَّة، وَمِمَّا خرجه لغيره مَا عمله للزين أبي الْفرج بن الشيخة وَهُوَ أَرْبَعُونَ حَدِيثا من مسموعه فِي الْأَدْعِيَة والأذكار سَمَّاهَا شعار الْأَبْرَار وَلست الْفُقَهَاء ابْنة أخي الْحَافِظ عماد الدّين بن كثير أَرْبَعِينَ حَدِيثا عَن أَرْبَعِينَ صحابيا عَن أَرْبَعِينَ شَيخا من شُيُوخ مَشَايِخ الْأَئِمَّة السِّتَّة عَن أَرْبَعِينَ شَيخا أَجَازُوا لَهَا، وَحدث كل مِنْهُمَا بذلك ونظم الشّعْر الْوسط ثمَّ جاد شعره فِي الغربة وطارح شَيخنَا مرَارًا بعدة مقاطيع وَتخرج بِهِ جمَاعَة كَابْن مُوسَى والتقي بن فَهد، وَحدث باليسير، قَالَ التقي الفاسي: انه صَار يتَرَدَّد من هرموز إِلَى بِلَاد الْعَجم للتِّجَارَة وَحصل دنيا قَليلَة ثمَّ ذهبت مِنْهُ وَلم يتكسب مثلهَا حَتَّى مَاتَ قَالَ وَكَانَ ماهرا فِي معرفَة الْمُتَأَخِّرين والمرويات والعوالي مَعَ بصارة فِي الْمُتَقَدِّمين ومشاركة فِي الْفِقْه والعربية وَمَعْرِفَة حَسَنَة للفرائض والحساب وَالشعر، وَله نظم كثير حسن وتخاريج حَسَنَة مفيدة لنَفسِهِ ولغير وَاحِد من شُيُوخه وأقرانه، قَالَ وَكَانَ حسن الْقِرَاءَة وَالْكِتَابَة والأخلاق ذَا مُرُوءَة كَبِيرَة وديانة وَقد تبصر فِي الحَدِيث كثيرا بالزين الْعِرَاقِيّ وبولده الْوَلِيّ وبالحافظ الهيثمي وبمذاكرة الحذاق من الطّلبَة وَالنَّظَر فِي التَّعَالِيق والكتب حَتَّى صَار مَشْهُور الْفضل وسمعته يذكر أَنه سمع حَدِيث السلَفِي مُتَّصِلا بِالسَّمَاعِ على عشرَة أنفس وَحَدِيث الحجار على أَزِيد من أَرْبَعِينَ نَفرا من أَصْحَابه وَلم يتَّفق لنا مثل ذَلِك، سَمِعت عَلَيْهِ بِقِرَاءَة صاحبنا الْحَافِظ ابْن حجر شَيْئا يرويهِ من حَدِيث السلَفِي مُتَّصِلا مِمَّا قَرَأَهُ الْحَافِظ على مَرْيَم بإجازتها من الواني شيخ شَيْخه وشيئا من حَدِيث الْفَخر بن البُخَارِيّ بإجازته الْعَامَّة للموجودين بِدِمَشْق من ابْن أميلة وَكَانَ بهَا حِين الاجازة وَذَلِكَ بقرية الْمُبَارك من وَادي نَخْلَة الشامية وَسمعت مِنْهُ أَشْيَاء)

من شعره لَا تحضرني الْآن وَقَرَأَ عَليّ بعض تواليفي فِي تَارِيخ مَكَّة وَكثر أسفنا على

<<  <  ج: ص:  >  >>