انصرفي أيتها الْمَرْأَة فأعلمي من خَلفك من النِّسَاء أَن حسن تبعل إحداكن لزَوجهَا وطلبها مرضاته واتباعها مُوَافَقَته تعدل ذَلِك كُله فأدبرت الْمَرْأَة وَهِي تهلل وتكبر استبشارا
ذكر أَخْبَار النِّسَاء المشتهر ذكرهن من الصحابيات
قد ذكرنَا أَزوَاج النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبنَاته فِي أول الْكتاب وَنحن نشِير إِلَى أَخْبَار المشتهر ذكرهن من الصحابيات على نَحْو مَا ذَكرْنَاهُ فِي الصَّحَابَة
فَاطِمَة بنت أَسد بن هَاشم كَانَت عِنْد أبي طَالب عَم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فَولدت لَهُ عقيلا وجعفرا وعليا وَأم هَانِئ وجمانة وريطة وَأسْلمت فَاطِمَة وَكَانَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يزورها ويقيل فِي بَيتهَا وَلما مَاتَت نزع رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَمِيصه فألبسها إِيَّاه وَقَالَ عَليّ بن أبي طَالب قلت لأمي فَاطِمَة بنت أَسد كفى فَاطِمَة بنت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم سِقَايَة المَاء والذهاب فِي الْحَاجة وتكفيك خدمَة الدَّاخِل الطَّحْن والعجين
أم هَانِئ بنت أبي طَالب وَاسْمهَا فَاخِتَة وَكَانَ هِشَام بن الْكَلْبِيّ يَقُول اسْمهَا هِنْد وَالْأول أصح كَانَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد خطبهَا فِي الْجَاهِلِيَّة وخطبها هُبَيْرَة بن أبي وهب المَخْزُومِي فَزَوجهَا أَبُو طَالب من هُبَيْرَة فَولدت لَهُ جعدة وَقيل ولدت جعدة وَعمر ويوسف وهانئ وَأسْلمت فَفرق الْإِسْلَام بَينهَا وَبَين هُبَيْرَة وخطبها رَسُول الله فَقَالَت وَالله إِن كنت لَأحبك فِي الْجَاهِلِيَّة فَكيف فِي الْإِسْلَام وَلَكِنِّي امْرَأَة مصبية فَكف عَنْهَا وروت عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وروى عَنْهَا عَليّ وَابْن عَبَّاس وَمُجاهد وَعِكْرِمَة وَعُرْوَة وَعَطَاء وَالشعْبِيّ
أم أَيمن وَاسْمهَا بركَة مولاة رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وخاضنته ورثهَا من أَبِيه وأعتقها حِين تزوج خَدِيجَة فَتَزَوجهَا عبد بن زيد من بني الْحَارِث فَولدت لَهُ أَيمن فَتَزَوجهَا زيد بن حَارِثَة بعد الْبَيْنُونَة فَولدت لَهُ أُسَامَة وَكَانَ قد أَصَابَهَا عَطش فِي طريقها لما هَاجَرت فدلي عَلَيْهَا من السَّمَاء دلو من مَاء برشاء أَبيض فَشَرِبت حَتَّى رويت فَكَانَت تَقول مَا أصابني عَطش بعد ذَلِك وَلَقَد تعرضت للعطش بِالصَّوْمِ فِي الهواجر فَمَا