النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَبَعثه بكتابه إِلَى الْمُقَوْقس وَمَات بِالْمَدِينَةِ سنة ثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن خمس وَسِتِّينَ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان
مُصعب بن عُمَيْر
ابْن هِشَام بن عبد منَاف بن عبد الدَّار بن قصي أَبوهُ مُحَمَّد الْقرشِي كَانَ من أنعم النَّاس عَيْشًا وألينهم لباسا فَلَمَّا أسلم زهد فِي الدُّنْيَا فتخشف جلده تخشف الْحَيَّة وَخرج إِلَى الْحَبَشَة الهجرتين وَبَعثه رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة بعد أَن بَايع الْأَنْصَار الْبيعَة الأولى يفقههم ويقرئهم الْقُرْآن وَكَانَ يَأْتِيهم فِي دُورهمْ فيدعوهم إِلَى الْإِسْلَام فَيسلم الرجل وَالرجلَانِ حَتَّى فَشَا الْإِسْلَام فيهم وَكتب إِلَى النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَسْتَأْذِنهُ أَن يجمع بهم فَأذن لَهُ فَجمع بهم فِي دَار سعد بن خَيْثَمَة ثمَّ قدم على النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَعَ السّبْعين الَّذين وافوا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي الْعقبَة الثَّانِيَة فَأَقَامَ بِمَكَّة قَلِيلا ثمَّ قدم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِلَى الْمَدِينَة مُهَاجرا وَهُوَ أول من قدمهَا وَقتل يَوْم أحد
عبد الله بن مَسْعُود
ابْن غافل بن حبيب بن شمخ بن فَارس بن مَخْزُوم وَقيل ابْن مَسْعُود بن الْحَارِث بن شمخ بن مَخْزُوم أمه أم عبد بنت عبدود بن سوي بن قريم وَقيل أم عبد بنت الْحَارِث بن زهرَة أسلم قبل دُخُول رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَار الأرقم وَيُقَال كَانَ سادسا فِي الْإِسْلَام وَهَاجَر إِلَى الْحَبَشَة الهجرتين جَمِيعًا وَشهد بَدْرًا والمشاهد كلهَا وَكَانَ صَاحب رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ووساده وسواكه نَعْلَيْه وَطهُوره فِي السّفر
وَكَانَ يشبه بِالنَّبِيِّ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي هَدْيه ودله وسمته وَكَانَ خَفِيف اللَّحْم قَصِيرا شَدِيد الأدمة لَا يُغير وَولي قَضَاء الْكُوفَة وَبَيت مَالهَا لعمر وصدرا من خلَافَة عُثْمَان ثمَّ صَار إِلَى الْمَدِينَة فَمَاتَ بهَا سنة اثْنَتَيْنِ وَثَلَاثِينَ وَدفن بِالبَقِيعِ وَهُوَ ابْن بضع وَسِتِّينَ سنة
الْمِقْدَاد بن عَمْرو
ابْن ثَعْلَبَة بن مَالك بن ربيعَة بن ثُمَامَة وَكَانَ حَالف الْأسود بن عبد يَغُوث الزُّهْرِيّ فِي الْجَاهِلِيَّة فَتَبَنَّاهُ وَكَانَ يُقَال الْمِقْدَاد بن الْأسود فَمَا نزل قَوْله تَعَالَى {ادعوهُمْ لِآبَائِهِمْ} الْأَحْزَاب ٥ قيل الْمِقْدَاد بن عَمْرو
شهد الْمِقْدَاد بَدْرًا وأحدا والمشاهد كلهَا مَعَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَكَانَ طَويلا آدم ذَا بطن كثير شعر الرَّأْس يصفر اللِّحْيَة أعين مقرون الحاجبين أقنى شرب دهن الخروع فَمَاتَ وَذَلِكَ بالجرف على ثَلَاثَة أَمْيَال من الْمَدِينَة فَحمل على رِقَاب الرِّجَال حَتَّى دفن بِالبَقِيعِ وَصلى عَلَيْهِ عُثْمَان وَذَلِكَ فِي سنة ثَلَاث وَثَلَاثِينَ وَهُوَ ابْن سبعين سنة أَو نَحْوهَا