للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

زعمت تمامة أَنِّى قد سؤتُها … ولقد أَنى لي أَن أَسوء وأَكبرا

إنَّ الكبير إذا يشاف رأيته … مقرنشعا، وإذا يُهان استزمَرا

وإذا ترحَّل في الرَّعيَّة خلته … كسلا، وعزَّ عليه أَن يتعذَّرا

وإذا تراءى القوم شخصا خاله … شخصين، ثمَّت لم يكن هو أَبصرا

ولقد رأَيت أباك وهو وليُّه … وأَباه شيخا من بنانه أَعسرا

يدعوا ببرد الماء وهو قصاره … فإذا سقوه الماء مجَّ وغرعرا

قال: رأى أباها وهو صغير، ثم عُمرّ بعد، وقوله يشاف يُزيَّنُ، مُقرنشع نشيط حسن الهيئة، وإذا يهان استزمر أي قبّض، والزمر الشعر القليل.

قالوا: وعاش الجرنفش بن عبدة الطائي ثلاثين ومائة سنة، وقال:

إما تريني لا أُعين على النَّدى … ولا أَنصر المولى كما كنت أَفعلُ

وأَصبحت أَعمى قاعدا متوكلا … على الله، إنَّ المؤمن المتوكلُ

فحقُّ امرئ قد سار حتَّى تخرمَّت … هنيدة حقَّا أَن ينبخ بمنزل

قالوا: وعاش سعنة بن سلامة بن الحارث بن امرئ القيس بن زهير بن جناب حتى كبر واختلط عقله، فترك الغزو بهم، وكان يظعن معه قومه إذا ظعن، ويقيمون إذا أقام.

فقال يذكر ما كان يصنع قومه:

<<  <  ج: ص:  >  >>