فقال يحيى بن سعيد بن العاص: وما فيه؟: فنظر إليه رجاء نظرة تكاد تقتلعه من الأرض، وقال: وما أنت والكلام؟ ثم تأوّل هذه الآية " وإن تعدُّوا نعمة الله لا تحصوها "؛ أي في عمرو بن سعيد وما كان منه.
فقال رجل ليحيى بن سعيد: مالك والكلام، والسيف يقطر دما؟.
قال: أردت أن استقري ما عند القوم.
قال هشام: لا الآن، فيه رجل من ولد عبد الملك.
فقال له رجاء: يا أحول، ما أنت والكلام؟ قال: ففضّ الكتاب بعد موت سليمان، فإنه فيه عمر بن عبد العزيز، ويزيد ابن عبد الملك من بعده.
فسلّم ولده ورضوا.
قال ابن عياش، وأخبرنا … الطلت مولى لبني أمية قال: ثم أقبل رجاء إلى عمر بن عبد العزيز، وهو في المقصورة، فأخذ بيده، فجعل يتلكَّأ.
فقال له رجاء: إن الذي تصنع شرٌّ.
فقال عمر: إن هذا الأمر ما سألته الله في صلاة ولا سرّ ولا علانية.
فلما انصرف من الجنازة، وصلى على سليمان قلت، لأنظرن ما يصنع.
وكتب في الآفاق بردّ المظالم، وعزل أهل بيته عن الأعمال، وأظهر عزلهم، ورد مظالمهم، وكان مقامه بدابق شهرين، ثم انصرف إلى منزله بدير سمعان، فلم يزل بها إلى أن توفى، رحمة الله عليه.