لقد عُمِّرا دهريهما في ربيلةوفي ظل عيش من لبوس ومطعم
وأَفناهما دهر طويل فأَصبحنا … أَحاديث طسم أَو أَحاديث جُرهُم
حدثنا أبو حاتم قال، وذكر الكلبي عن رجل من قريش قال، كان رجل من بني عذرة قد طال عمره حتى كبر ابن ابن له، وكان عالما بقومه، وكان يُغشى للطعام والعلم؛ فشكا الدهر وتصرفه.
فقال له ابن ابنته: كم أتى لك يا جد؟ قال: لا أَحقُّ ذلك يا بني، ولكني عققت عن أبيك وأنا ابن ثلاث وتسعين، وعاش أبوك خمسا وثمانين، وقد مات منذ ثمانين.
فقال: لقد شكوت الدهر وما كان ينبغي لك أن تشكوه وقد بلغت هذا السن.
وأنشأ ابن ابنته يقول:
إن تكُ قد بليت فبعد قوم … طوال العمر قد بادوا يقينا
فزادك في حياتك لا تضعه … كأنَّك عند موتك قد أُتينا
فإنَّك إذا خلقت عبدا … إلى أَجل تجيب إذا دُعيتا
مقدَّرة بعيشتك الليالي … إذا وفِّيت عدَّتها فنيتا
كأَنَّك والخطوب لها سهام … مقدَّرة بسهمك قد رميتا
أخبرنا أبو روق أحمد بن محمد بن بكر الهزَّاني قال، أخبرنا أبو حاتم قال، قال هشام، حدثنا بكار بن نافع اللؤلؤيّ قال، قال نصر بن الحجاج بن علاط السُّلميّ لمعاوية بن أبي سفيان ﵁:
إذا مت مات الجود وانقطع النَّدى … من النَّاس إلا من قليل مصرَّدِ
وجفت أكف السائلين وأَمسكوا … من الدِّنِ والدنيا بخلف مجدَّدِ
فلما سمع معاوية الشعر قال لابنه قرظة، وهي تبكي، اسمعي إلى مرثيتي وأنا حيّ