غيره، وروى عنهم، أمثال أبي عبيدة، وأبي زيد، والأصمعي، وعمر بن كركرة، وروح بن عبادة؛ ثم صار أستاذا يحضر حلقته في مسجد البصرة المتأدبون، أمثال أبي العباس المبرد، العالم اللغوى المشهور، وقد روى عنه أبو بكر بن دريد عالم اللغة.
ويروى الإمام العالم جلال الدين السيوطي المتوفى سنة ٩١٠ هـ (١٥٠٤ م) في كتابه "بغية الرواة" صحيفة ٢٦٥ من الطبعة الأولى المطبعة السعادة سنة ١٣٢٦ هـ أن أبا حاتم السجستاني دخل بغداد، فسئل عن قوله تعالى:"قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا". ما يقال منه للواحد؟
فقال: قِ.
فقال: فالاثنين؟
فقال: قِيَا.
قال: فالجمع؟
قال: قُوا.
قال: فاجمع لى الثلاثة.
قال: قِ، قِيَا، قُوا.
قال: وفى ناحية من المسجد رجل جالس، معه قماش، فقال لواحد: احتفظ بثيابي حتى أجيء.
ومضى إلى صاحب الشرطة، فقال: إلى ظفرت بقوم زنادقة، يقرءون القرآن على صياح الديك.
قال: فما شعرنا حتى هجم علينا الأعوان والشرطة، فأخذونا، وأحضرونا مجلس صاحب الشرطة، فسألنا، فتقدمت إليه وأعلمته الخبر.
وقد اجتمع خلق من خلق الله ينظرون ما يكون.
فعنفنى، وعذلنى، وقال: مثلك يطلق لسانه عند العامة بمثل هذا؟!
وعمد إلى أصحابي، فضربهم عشرة، عشرة، وقال: لا تعودوا إلى مثل هذا.