وأبو روق راوى الكتاب هو أحمد بن محمد بن بكر الهزاني، وقد ورد اسمه مكتوبا بالكامل في كتاب المعمرين أثناء الحديث عن نصر بن الحجاج بن عِلاط السُّلَمِي ولقائه معاوية بن سفيان "صحيفة ١٠١"، وليس هو أباروق، عطية بن الحارث، المفسِّر الذي ذكره ابن دريد في كتابه "الاشتقاق"، وذكره الطبرى في الجزء الأول من تفسيره كثيرا، في صحيفة ١، ٤١، ٥٧، ٨٧، ٩٢، ٩٤، ١٨٦، وإنما هو الذي ذكره جلال الدين السيوطي في كتابه المزهر، صحيفة ٢٠٤ من الجزء الثاني، باسم أبي روق الهمداني، وقد أخطأ الناسخ في كتابة كلمة "الهزاني" فقرئت من بعده "الهمداني".
على أن أصحاب كتب التراجم لم يذكروا شيئًا في كتبهم عن أبي روق الهزّاني راوى كتاب المعمرين لأبي حاتم السجستاني، ويظهر أن "أبا روق" لم يكن في عداد العلماء المشهورين المعروفين الذين زخر بهم العصر العباسي؛ هذا إلى أن إهمال "كتاب المعمرين" وعدم استعماله في الزمن القديم كان له أثره في اختفاء اسم "أبي روق" من كتب الأدب العربى. وعلى أي حال فإن أبا روق لم يكن إلا راوية للكتاب عن أبي حاتم السجستاني، ولم يكن مؤلفا له.
وقد ورد ذكر كتاب المعمرين في كتاب "الغرر والدرر" للعلامة العلوى، أبي القاسم على بن الحسن الشريف المرتضى، المتوفى سنة ٤٣٦ هـ، وفى كتاب الإصابة لابن حجر العسقلاني المتوفى سنة ٨٥٢ هـ، وفى كتاب خزانة الأدب لعبد القادر البغدادى، عالم القرن الحادى عشر، وفى كتب أخرى غيرها منسوبا إلى أبي حاتم السجستاني. وقد أشار ابن دريد في كتابه الاشتقاق إلى كتاب المعمرين، وروى عنه جملة من أخباره.
وإن القارئ لسير المعمرين وأخبارهم وأشعارهم التي وردت في "كتاب المعمرين" ليدرك أن الشعر في غالبه يرجع إلى قبائل جنوب بلاد الجزيرة العربية (الحميريين) لفظا، ومعنى، ونظما، وأنه يعود إلى عصر الجاهلية حقيقة، وليس ببعيد أن يكون بعض هذا الشعر منظوما في العصر العباسي، وقد نسب إلى العصر الجاهلى زيفا وبهتانا من