للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فقالوا: إن بني بنيه، وبني بناته وبني أخيه كانوا يضحكون منه، ومن اختلاط كلامه، وأن نفرا من قومه يقال لهم بنو عبدود بن كنانة جلسوا يوما عنده، فأكثروا التعجب منه، ولم يكونوا في الشرف مثله، منهم جبيل بن عامر بن عوف بن كنانة، وحجل بن عمرو بن عوف بن كنانة، وهما من كلب، ولم يكونا مثله، ولا مثل ولده في الشرف.

فقال هبل بن عبد الله:

ربَّ يوم قد يرى فيه هبل … ذا سامٍ ونوالٍ وَجَذل

لا يناجيه ولا يَخلو بِهَل … عبدُ وُدٍ وجبيل وحجَل

"بِهَل، يريد به، واللام زائدة ".

وقال حاطب بن مالك بن الجلاس النهشلي يذكر طول عمر هبل:

كأنَّك ترجوا أَن تعيش ابن مالكٍ … كعيش هُبَل، لقد سفهت على عَمدِ

وماذا تُرجِّى من حياة ذليلة … تُعمِّرها بين الغطارفة المُردِ

وأنتَ لقي في البيت كالَّرال مُدنفٌ … وقد كنت سبَّاقا إلى غاية المجد

وللموت خير لامرئٍ من حياته … يدبّ ديبا في المحلَّة كالقرد

فلو أَنَّ شيئا نال خلدا لناله … حليف النَّدى عمرو سليل أَبى الجعد

فتى كان سبَّاقا إلى كل غاية … يبادر فتيان العشيرة للحمد

قالوا: وكان عمرو سليل أبي الجعد خال حاطب، وهو عمرو بن الحميس بن الجعد ابن رقبة بن لوذان، أَحد ثور أَطحل، وكان سيدا شجاعا، جواجا، قتله أنس ابن مدرك الخشعمي.

<<  <  ج: ص:  >  >>