للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومسمعةٍ إذا ما شئت غنَّت: ... متى كان الخيام بذي طُلوح

تمتع من شبابٍ ليس يبقى ... وصِل بعُرى الغبوق عُرى الصَّبوح

وخذها من مشعشعةٍ كميتٍ ... تنزل دِرَّة اللحزِ الشَّحيح

تخيرها لكسرى رائداهُ ... لها حظان من طعم وريحِ

ألم ترني أبحت اللهو مالي ... وعضَّ مراشف الظبي المليح

وله:

غرَّد الديك الصَّدوح ... فاسقني طاب الصَّبوحُ

اسقني حتى تراني ... حسناً عندي القبيحُ

قهوةً تُذكر نوحاً ... حين شاد الملك نوحُ

نحن نخفيها ويأبى ... طيب نشرٍ فتفوحُ

فكأن القوم نهبٌ ... بينهم مسكٌ يفوحُ

وله:

ومدامة سجد الملوك لها ... باكرتها والديك قد صدحا

صرفٍ إذا استنبطت سورتها ... أدت إلى معقولك الفرحا

وكأن فيها من جنادبها ... فرساً إذا سكنته رمحا

ولقد حزنت فلم أمت حزناً ... ولقد فرحت فلم أمت فَرَحا

وقال إبراهيم النظّام:

ما زلت أستلُّ روح الدنِّ في لُطفٍ ... وأستقي دمه من جوف مجروحِ

حتى انثنيت ولي روحان في جسدي ... والدنّ منطرحٌ، جسم بلا روحِ

وقال أبو شراعة:

لا خير في العيش فاسمع قول ذي نُصُح ... إن أنت لم تغدُ سكراناً ولم ترح

من قهوةٍ كشعاع الشمس صافيةٍ ... تنفي الهموم بأنواع من الفرح

ما زلت أشربها والليل معتكرٌ ... حتى أكبَّ الكرى رأسي على قدحي

وقال ابن وكيع:

قد عُزل الليل على رغمه ... وقد أتتنا دولةُ الصبح

فانهض إلى الراح فقفل الأسى ... ما لم تدرها عَسِرُ الفتح

واربح على دهرك في شربها ... فلذة العاقل في الربح

راح إذا دارت على قاطبٍ ... عاد بها ذا خُلقٍ سمحِ

إذا الفتى أغضبه دهرُهُ ... فإنها واسطة الصلح

وقال أيضاً:

رفعت كفُّهُ إلى شفتيه ... كأسه والظلام وحف الجناح

فكأن العقار فوق ثناياه بهارٌ مقبِّل للأقاح

وقال كشاجم:

أطلق عقال الروح والراحِ ... إني إليها جدُّ مرتاح

قد كدت الحكمة روحي فزوِّجها بأوتار وأقداحِ

وقال أيضاً:

ما ترى في الصَّبوح أيدك الله فهذا أوانُ طيب الصَّبوح

غسقٌ راحلٌ وديك صدوحٌ ... فأجب دعوة المنادي الصَّدوح

وكأن الصباح أوجُهُ رهبانٍ تطلَّعن من خلال المُسوح

وقال ابن المعتز:

عناني صوتُ مُسمعةٍ وراحُ ... يباكرني إذا برق الصباحُ

ومعشوق الشمائلِ عسكريٌّ ... له من لحظ عينيه سِلاحُ

كأن الكأس في يده عروسٌ ... لها من لؤلؤٍ رطب وشاح

وقائلةٍ متى يفنى هواه ... فقلت لها: إذا فني المِلاحُ

وقال:

لبسنا إلى الخمار والنجم غائر ... غلالة ليلٍ طُرزت بصباحِ

وظلت تدير الراح أيدي جآذرٍ ... عِتاق دنانير الوجوه مِلاحِ

وقال أيضاً:

خليليَّ اتركا قول النصيح ... وقوما فامزجا راحاً بروحِ

فقد نشر الصباح رداءَ نورٍ ... وهبت بالندى أنفاس ريحِ

وحان ركوع إبريق لكأسٍ ... ونادى الدّشيك حيّ على الصبوح

هل الدنيا سوى هذا وهذا ... وساقٍ لا يخالفنا مليح

وقال:

طافت علينا بماء المزن والراح ... معشوقةٌ مزجت راحاً بأرواح

مخلوقةٌ من نعيم كلها بِدعٌ ... كأن وجنتها محمر تفاح

وقال:

ما العذر في حبس كأسٍ ... المِسكُ منها يفوحُ

والغيم رطبٌ ينادي ... يا غافلين الصبوح

فقلت أهلاً وسهلاً ... ما دام في الجسم روحُ

وقال الصنوبري:

لاح لك الصبح فقمْ فاصطبح ... واربح على دهرك فيمن ربح

<<  <   >  >>