للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ما طرد الهمَّ مثل كاسٍ ... ترقص [في] قعرها الشُمولُ

جوهرة طُوِّقت ببدرٍ ... فهي رحيقٌ وسلسبيلُ

وقال ابن المعتز:

لا تقف بي في دارس الأطلال ... شُغل فعلي بها وشغل مقالي

إن دمعي لضائعٌ في رسومٍ ... وسؤالي محيلةً من محالِ

فاسقني القهوة التي تصف العِتق بلونٍ صافٍ وطعمٍ زلال

طعنت نحرها الأكفُّ ولكن ... تأخذ الثأر من عقولِ الرجال

حلف العلجُ أنهم طبخوها ... فرضينا ولو بعُود خلالِ

فأدرنا رَحَى السرور عليها ... بحرام مشبه بحلالِ

وقال:

أحسن من وقفةٍ على طللِ ... ومن بكائي في إثر مُحتملِ

كأسَ صبوحٍ أعطتك فضلتها ... كفّ حبيب والنقلُ من قُبَلِ

في مجلسٍ جالت الكئوس به ... فالقوم من مائلٍ ومنجدل

يطوف بالراح بينهم رشأٌ ... محكَّمٌ في القلوب والمقلِ

يكاد لحظُ العيون حين بدا ... يسفِك من خدِّه دم الخجل

وقال:

لا تلمني يا عذوليفي هوى الخمر الشَّمول

قهوة تذهبُ عنا ... بهمومٍ وعقولِ

خدِّرت من بعد نارِ الشمس في ظلِّ ظليلِ

بين أنهار وجناتٍ وكرمٍ ونخيل

فاستعن بالراح يا صاح على الليل الطويل

ويح نفسي من حبيبٍ ... خائن العهد ملولِ

وقال آخر:

وكأسٍ كمعسول الأكاني شربتُها ... ولكنها أجلت وقد شربت عقلي

إذا عوتبت بالماء كان اعتذارها ... لهيباً كوقع النار في الحطب الجزل

إذا [هي] دبَّت في الفتى خال جسمه ... لما دبَّ فيه قريةً من قُرى النملِ

إذا ذاقها وهي الحياة رأيته ... يعبِّسُتعبيس المقدم للقتل

إذا اليد نالتها بوترٍ توقرت ... على ضعفها ثم استقادت من الرجل

وقال ابن الرومي:

وقهوةٍ صهباءَ مشمولةٍ ... إحدى السبايا من قرى بابل

ما نزلت بالهمِّ إلا دعا ... للآهل الويل من النازِلِ

وقال ابن وكيع:

نادم مدامك دون الناس كلهم ... فرداً وحيداً ففيها عنهم شُغُلُ

مات الذين إذا حدثتهم فرحوا ... بما تقول وإن خاطبتهم عقلوا

لم يبق إلا أُناسٌ فاض عيبُهُم ... فجملة الأمر فيهم أنهم سَفَلُ

إن حدثوا كذبوا أو حُدثوا عرضوا ... أو مُوزحوا سخُفوا أو جُولسوا ثقلوا

وقال كشاجم:

حيِّ الربيع تحية المستقبِل ... أهدى السرور لنا بغيث مسبَل

جاءت بعزل الجدب فيه فبشرت ... بالخصب أنواءُ السِّماك الأعزلِ

فاعرف له حقَّ القدوم بقهوةٍ ... عذراء تُمزج بالزلال السَّلْسَلِ

صفراء تُجلى في الزجاج ويُتقى ... منها أليم القتلِ إن لم تُقتلِ

كالخد لاقته العيون فعصفرت ... مبيض وجنته بلحظٍ مخجلِ

من كف ميَّاس القوام كأنه ... ريحانة ريَّانة لم تذبُلِ

وقال ابن المعتز:

قم فاسقني يا خليلي ... من المُدام الشَّمولِ

أولى الشهور بقصفٍ ... شعبان في أيلول

قد زاد في الليل ليلٌ ... وطاب بردُ المقيلِ

[حرف الميم]

قال أبو نواس:

يا شقيق النفسِ من حكمِ ... نمت عن ليلي ولم أنمِ

فاسقني البكر التي اعتجرت ... بخمار الشيب في الرحم

عُتِّقت حتى لو اتصلت ... بلسانٍ ناطقٍ وفمِ

لاحتبت في القوم ماثلةً ... ثم قَصَّت قِصَّة الأُممِ

قرعتها بالمزاج يدٌ ... خلقت للسيف والقلمِ

في ندامة سادةٍ زهرٍ ... أخذوا اللذات من أممِ

فتمشت في مفاصلهم ... كتمشي البُرءِ في السقم

فعلت في البيت إذ مُزجت ... مثل فعل الصبح في الظلمِ

<<  <   >  >>