للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وللصبح سلطانٌ على الليل قاهرٌ ... يُرحِّلُهُ عنَّا بغير جنودِ

وله:

إشرب هنيئاً على وردٍ وتوريد ... ولا تبع طيب موجودٍ بمفقود

نحن الشهود وخفق العود خاطِبُنا ... نزوج ابن سحابٍ بنت عنقود

كأساً إذا أبصرت في القوم محتشماً ... قال السرور له: قم غير مطرود

وله: ومشمولة قد طال في الدنِّ حبسُها حكت نار إبراهيم في اللون والبردِ

حططنا إلى خمارها بعد هجعةٍ ... رحال مطايا لم تزل يومها تخدي

ملوك بلذات الشباب تواصفوا ... ولم يحفلوا فيها بلومٍ ولا حمد

فباتوا لدى الخمار في بيت حانةٍ ... وأخلوا قصوراً بالرصافة والخلد

فطاف عليهم بالمدام ممنطق ... بزناره، حلو الشمائل والقدِّ

يمج سلاف الخمر في عسجديةٍ ... توقد في يمناه كالكوب الفردِ

محفّرةٌ فيها تصاوير فارسٍ ... وكسرى غريقٌ حوله خرِق الجند

وله:

خليليَّ قد طاب الشرابُ المُبرد ... وقد عدت بعد النسك والعود أحمد

فهاتا عقاراً في قميص زجاجةٍ ... كياقوتةٍ في درةٍ تتوقدُ

يصوغ عليها الماء شباك فِضةٍ ... له حلقٌ بيضٌ تحل وتُعقدُ

سقاها بعاناتٍ خليعٌ كأنه ... إذا صافحته راحة الريح يبرُدُ

وله:

قم يا نديمي نصطبح بسواد ... قد كاد يبدو الفجر أو هو بادِ

وأرى الثريا في السماء كأنها ... قدم تبدَّتْ من ثياب حِداد

فاشرب على طيب الزمان فقد حدا ... بالصيف من أيلول أسرع حادِ

وأشمَّنا في الليل بردَ نسيمهِ ... فارتاحت الأرواح في الأجساد

تبدو إذا جاد السحابُ بقطره ... فكأنما كنّا على ميعاد

وله:

يا ليلةً وفيتُ ميعادها ... وقد أراد الصبح إفسادها

فبتُّ أُسقى ن يدي بدرها ... كأساً كساها الماء ازبادها

لها عناكيب القرى حاكةٌ ... دائبةٌ تنسج أبرادها

أُمُّ سنينٍ مزمنٌ عهدها ... قد نسي التاريخ ميلادها

أما ترى الدنيا، فداك الورى ... كهرةٍ تأكل أولادها

وله:

ما زال يسقيني على وجهه ... بدرٌ منير طالع بالسعود

حتى توفي السكرُ عقلي فألقاني صريعاً بين ناي وعود

جدد لي أحمد فرط الهوى ... يا قلب أبشر بشفاء جديد

عجل بوصلٍ منك يا سيدي ... لا فضل في عمري لطول الصدود

وله:

يا رب صاحب جانةٍ نبهته ... والليل قد كحل الورى برقاد

في ساعةٍ فيها الجفون سواكنٌ ... قد سِمْنَ أعينهن في الأغماد

فمشى وقد أخذ النعاس برجلِهِ ... مشي الأسير يميس في الأقياد

لا تسقني حبشيةً ذاذية ... صبغت بياض زجاجها بسواد

فأتى بها كالنار تأكل كفَّهُ ... بشعاعها من شدَّةِ الإيقاد

وله:

غدا بها صفراء كرخيةً ... كأنها في كأسها تتقد

وتحسب الماء زجاجاً جرى ... وتحسب الأقداح ماءً جَمَدْ

وله:

قم يا نديمي من منامك واقعدِ ... حان الصباحُ ومقلتي لم ترقُدِ

أما الظلام فحين رقَّ قميصُهُ ... وارى بياض الصبح كالسيف الصدي

وله:

عللاني بصوت ناي وعود ... واسقياني دمَ ابنةِ العنقود

يا ليالي بالمطيرة والكرخ ودير السُّوسيِّ بالله عودي

كنت عندي أنموذجاتٍ من الجنة لكنها بغير خلود

وله:

ألا رب يومٍ بالدويرة صالح ... فكيف بيومٍ بعده لي فاسد

ظللت به أُسقى سلافة كرمةٍ ... بكف غزالٍ ذي جفونٍ صوائد

على جدولٍ ريان لا يكتم القذى ... كأن سواقيه متون المبارد

وله:

<<  <   >  >>