قال: إنّ لي أمراً أريدُك له فاستلئِمْ في سلاحك ففعل، فقال: اجتهدْ، قال: لا مزيدَ فيما فعلتُ.
قال: اخرجْ معي، فخرجَ ومع الحارث سيفهُ.
فلما بَعُدَ عن البيوت، قال: أنا الحارث بنُ ظالم وقد استلأَمتَ ولستَ نائماً فخذ جذرَكَ.
قال: ملكتَ فأَسجحْ. فجزَّ ناصيتَه وخلَّى سبيله، فرجع إلى منزله.
٧٦ - عمرو بن سفيان بن حمار بن الحارث بن أوس، وهو مُعَقّرِ البارقي، وبارقُ من الأَزد.
قال الهيثم بن عَدِي فيما أخبرني عنه ابنه محمد: إنما لُقّبَ مُعقِراً لقوله في العُقاب:
لنا ناهِضٌ في الوكرِ قد مَهّدتْ له ... كما مَهدتْ للبعلِ حسناءُ عاقِرُ
وهذه قصيدته المشهورة وفيها يقول:
معاويةُ بن الجَون ذُبيانُ حولَه ... وحشانُ في جمع الرِّباب مُكاثِرُ
فجئنا إلى جمعٍ كأنَّ زُهاءَهُ ... جرادٌ هفا في هَبوةٍ متطايرُ
وخبّرها الوُرّادُ أنْ ليس بينها ... وبين قُرى نَجرانَ والدَربِ كافِرُ
فأَلقتْ عَصاها واستقرَّ بها النَّوى ... كما قرَّ عيناً بالإيابِ المُسافِرُ
وأُخبرتُ عن محمد بن أنس عن حمّاد الراوية، قال: حدثَني معقل بن أبي بكر الهُذلي الراوية، وكان قد بلغ مائة سنة، قال: حدثني أبي، قال: شهدتُ يوم جَبَلة، يومَ أقبل ابنا الجَوُن معاوية وحسّان الكِنْديَّان هذا في تميم وهذا في قيس، وكان معقرّ بن حمار البارقي في بني تميم، فقال هذا الشعر، فقلتُ لأبي: كم كانت خيل الحييّن، مع ما يُكثر معقرّ منها؟ قال: كان مع الفريقين نحوٌ من أربعين فارساً.
٧٧ - عمرو بن عَديّ بن نصر اللخمي، جدُّ النعمان بن المنذر وآبائه الملوك، يقول من رواية المُفضَّل:
صددتِ الكأسَ عنَّا أمَّ عمرو ... وكان الكأسُ مجراها اليمينا
وماشرُّ الثلاثة أمَّ عمرو ... بصاحبكِ الذي لا تصبحينا
٧٨ - عمرو ابن أبي عُمارة الخُنيسي الأَزدي.
يقول:
دعوتُ فثابتْ من خُنيسٍ عِصاب ... إلى الضِربِ مشيَ المُحنِقاتِ الروَاقِلِ
٧٩ - عمرو بن أشيم الأزْدي الحُدَّاني الذي يقول:
شاقتكَ أظعانٌ بكرنَ بُكورا ... وتجاسرتْ عن ذ ي الأَصابعِ زُورا
٨٠ - عمرو بن طَلَّة وهي أمُّه، وأبوه معاوية بن عمرو بن مبذول، يُعرَف بابن طلَّة، بن مالك بن النجار الخزرج.
من قوله - ويقال إنّه للحارث بن عبد العُزّى الخررجي، وكان عمرو بن طلَّة قائد الخزرج في حربهم مع الأوس:
أصَحا أم قد نهى ذكَرَهُ ... أم قضَى من لَذّةٍ وَطَرَهْ؟
أم تذكرتَ الشبابَ وما ... ذِكُركَ الشباب أو عُصُرَه
٨١ - عمرو بن امرىء القيس، من بني الحادث بن الخزرج يقول في مالك بن العجلان النجَّاري:
يا مال والسيّدُ المعمَّمْ قد ... يُبْطرُه بعضَ رأيه السَرَفُ
نحنُ بما عندنا وأنت بما ... عندكَ راضٍ، والأمرُ مُختلِفُ
فأَبدِ سيماك يعرفوكَ بما ... يبدون سيماهُم فيعَترِفوا
٨٢ - عمرو بن رفاعة الواقِفي الأَوسي، من قوله:
إمَّا تَربَنا وقد خَفَّتْ مَجالِسُنُا ... والموتُ أمرٌ لهذا الناسِ مكتوبُ
فقد غَنَينَا وفينا سامِرٌ عَثِجٌ ... وساكِنٌ كَأَتيّ الليلِ مرهوبُ
منَّا الذي هو ما إنْ طُرَّ شارِبُه ... والعانِسون ومنَّا المَرْدُ والشِيبُ
٨٣ - عمرو بن سيَّار بن مُرَّة السَّكوني، أبو النَيْل يقول:
لججنا ولجّتْ هذه في التَغضبِ ... ولُطَّ القناعُ دوننا بالتَّنقُّبِ
ويُروى هذا الشعر لحُجيّة بن المُضرّب الكندي في ولد أخيه مَعْدان بن المضرَّب، أنشدته عائشة أم المؤمنين، رضوان الله عليها، أخاها عبد الرحمن بن أبي بكر في أمر القاسم بن محمد بن أبي بكر وأخيه، لما قُتِلَ محمد أبوهما بمصر.