وأخبرني محمد بن شيبان عن حماد بن إسحق الموصلي عن أبيه قال: كان عمرو بن الوليد كثير شعر الرأس والوجه والجسد، فكني أبا قطيفة بذلك، وأنشد له في تشوقه إلى المدينة.
القصر فالنخل فالجماء بينهما ... أشهى إلى النفس من أبواب جيرونِ
إلى البلاط فما حازت قرائنه ... دور نزحن عن الفحشَاء والهونِ
القصر قصر سعد بن العاص، والبلاط والقرائن دور آل سعيد بن العاص، والجمّاء بئر بالعقيق عذبة طيبة، وباب جيرون دمشق، وأنشد أبو زيد عمر بن شبة في ذلك.
الا ليتَ شعري هل تغيّر بعدنا ... جنوب المصلى أو كعهدي القرائن
وهل أدؤرٌ حولَ البلاطِ عوامرٌ ... من الحي أم هل بالمدينة ساكنُ
إذا برقت نحو الحجازِ سحابةٌ ... دعا الشوقَ مني برقُها المتيامنُ
فلم أنأَ عنها رغبة عن بلادِها ... ولكنّه ما قدرَ الله كائنُ
أخبرني محمد بن شيبان قال: حدثنا حماد بن إسحق عن أبيه عن الحسن بن عتبة، وهو غورك اللهبي: كان الوليد بن يزيد يقول: أُريد الحجّ ولا أقدر على الحج لأنّ أهل المدينة يستقبلونني بصوتي معبد.
القصر فالنخل فالجمّاء بينهما.
و: الا ليت شعري هل تغير بعدنا.
وأنشد له أبو زيد أيضاً.
ليتَ شعري وأين مني ليتُ ... أعلى العهد يَلْبَنٌ فبِرامٌ
أم كعهدي البقيعُ أم غيَّرته ... بعدي الحادثاتُ والأيامُ
وتبدَّلتُ من مساكنٍ قومي ... والقصور التي بها الآطامُ
كلَّ قصرٍ مشيّدٍ ذى أواسٍ ... تتغنّى على ذَراه الحمامُ
ويقومي بُدّلت عكاً ولخماً ... وجذاماً وأَين مني جذامُ
ولحي بين العُرَيضِ وسلعٍ ... حيث أرسى أوتاده الأسلامُ
أقرِ قومي السلامَ إن جئت عني ... وقليلٌ مني لقومي السلامُ
حدثنا أحمد بن عمار قال: أخبرنا محمد بن إسحق بن صوما أو محمد بن أحمد بن صدقة قال: بلغ عبد الله بن الزبيرهذا الشعر فقال: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته، ليرجع مأذوناً له به، قال: فارتحل ليرجع نحو الحجاز، فمات في الطريق، ومن قوله لعبد الملك بن مروان.
نُبئتُ أن ابن القلمّس عابني ... ومن ذا من الناس الصحيحُ المسلّم
وأنشدني أحمد بن عمار قال: أنشدني محمد بن يونس بن الوليد لأبي قطيفة، ولم أسمع بها إلا من ابن عمار!
الا ليت شعري هل تغيّر بعدنا ... قباءٌ وهل زالَ العقيقُ وحاضرُه
وهل برحت بطماءُ قبر محمدٍ ... أراهط غرّ من قريش تباكرُه
لها منتهى حبي وجُلُّ مودتي ... وصفو الهوى مني وللناس سائره
١٥٤ - عمرو بن شيبان بن ظالم من بني جلس بن نُفاثة بن الدُئل بن بكر بن كنانه، له أشعار.
١٥٥ - عمرو بن سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص، يلقب بالأشدق، وهو الذي قتله عبد الملك بن مروان على الخلافة أنشدني له محمد بن راشد قال: أنشدني الهيثم بن مروان عن روح بن إبراهيم بن مسلم بن ذكوان مولى مروان لعمرو يقوله قي معاوية، وكان عرض عليه قضاء دين سعيد بن العاص، فقال: بل أبيع أمواله، فأعانه بألف ألف درهم.
جزتك الرحمُ عنّا يا ابنَ حربٍ ... جزاءً يُستحق به الثوابُ
عرضتَ قضاءَ ما أوصى سعيدٌ ... به من دَينِهِ والحربُ بابُ
فقلتُ الله يقضي الدَينَ عنه ... بكسرِ المال ذاك له ثوابُ
وقد عابتْ معاويةَ بن حَربٍ ... رجالٌ من بني فهرٍ غضابُ
ومن قوله:
لعمرل إني في العلاء لذو سُرى ... ويا لليلِ عن بعض السُرى لنؤومُ
١٥٦ - عمرو القباع بن عوف بن معبد بن زرارة بن عُدُس من قوله:
أَنا القُباع وابن أمّ الغمرِ ... إن كنتَ لا تدري فأني أدري
١٥٧ - عمرو القنا الأَزرقي الخارجي، تميمي فارس الأزارقة، حدثني أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا خالد بن خداش قال: صلّى عمرو القنا ليلة حتى أصبح وهو في عسكر الأزارقة، ثم حضر الصلاة مع قَطَري بن الفجاءة ثم سبح حتى ارتفعت الشمس، ثم صلّى صلاة الضحى، فأخذ حجراً فكتب في قبلته: