لا خير في الدنيا لمن لم يكن له ... من الله في دار القرارِ نصيبُ
فحسبي من الدنيا دلاصٌ حصينةٌ ... وأجرد خوار العنان نجيبُ
في أبيات، ثم أخذ رمحه فعمل في المسلمين عملاً مارأوا مثله من أحد. حدثني محمد بن يحيى قال: حدثنا الجاحظ عن القريعي قال: قلت ليونس بن حبيب: أين كان عمرو القنا من جذل الطعان وملاعب الأسنة، فقال: لا بل أين كان جذل الطعان وملاعب الأسنة من عمرو القنا، ومات موتاً ولم يقتل. فقال الحجاج: لا وألت نفس الجبان، هذا عمرو القنا مات، حتف أنفه. ١٥٨ - عمرو بن حُكَيْم بنُ مُعَيَّة بن أبي صعبة التميمي من ربيعة الجوع، يقول:
هل تعرف الدارة من ام وهب ... إذ هي خودٌ عجبٌ من العجبْ
فيما اشتهت من خبزٌ برٍّ وَحَلب ... تقتل كلَ ذات زوجٍ وعزبْ
١٥٩ - عمرو بن حُرثان ذي الاصبع العدواني، نزل خراسان وهو شاعر فارس، ضربه أمية بن عبد الله بن خالد بن أَسِيد حداً في الشراب - فهجاه فقال -:
لعمري لقد ضيعت ثغراً وليته ... أبا جعل أفٍ لفعلكَ من فعلِ
فلو كنت حراً يا أمية ماجداً ... زحفت إلى الأعداء في الخيل والرجلِ
ولكن أبي قلبُ جبانٌ ونيةٌ ... تقصر عن فعل الكرام ذوي الفصلِ
عذرت قريشاً أن يجودوا ويبخلوا ... فما لبني سوداء والجود والبخل
مغازيل اكفال إذا الحربُ شمّرت ... وحلمُ بني السوداء شرٌ من الجهلِ
رأيتُ بني السوداء ليسوا بسادةٍ ... ولا قادة عند الحفاظِ على الأصلِ
وقال فيه أيضاً.
أضاع أمير المؤمنين ثغورَنا ... وأطمع فينا المشركين ابنُ خالدِ
وباتَ على خور الحشايا منعماً ... يلاعبُ أمثال المها في المجاسِد
وبتنا جلوساً في الحديد وتارةً ... قياماً ننادي ربنا في المساجد
إذا هتف العصفورُ طارَ فؤادُه ... وليثٌ حديدُ النابِ عند الثرائِد
أخبرني أبو حنيفة إسماعيل بن عبد الله، ومحمد بن أحمد عن مسعود بن بشر عن إبراهيم بن داحة قال: فقال له عبد الملك بن مروان: مالك ولابن حُرثان، قال: وجب عليه حد فأقمته قال: فهلا درأته عنه بالشبهة فو الله ما يسرني أنه لحقني ما لحق علقمة بن علاثة من بيت الأعشى وأن لي ما على الأرض، ثم أنشد بعض أبيات الأعشى الصادية في علقمة.
١٦٠ - عمرو بن عتاب التيمي تيم الرِباب أحد بني رُبَيْع من قوله يرثي أخاه عباد بن عتاب:
كأنَّه لم يكن ميتٌ ولا حزنٌ ... ولا رزيةٌ دهرٍ قبل عبْادِ
١٦١ - عمرو بن رياح المزني من بني جآوة بن عثمان، يهجو أبا وجزة السعدي:
أنا ابن أوسٍ وعثمان الأُلى بلغوا ... مع الرسول تمامَ الألف وانتسبوا
وما وفى معه من غيرهم أحدٌ ... ألفاً وما خذلوا عنه ولا نكبوا
١٦٢ - عمرو بن أمية بن عمرو بن سعيد بن العاص بن أبي أحيحة سعيد بن العاص بن أُمية، له شعرصالح، وأكثر ما يروى له في هجاء عمّته أم موسى بنت عمرو بن سعيد ورميه إياها بمتطبب نصراني يقال له وهب، أنشدني محمد بن القاسم بن مهروية قال: أنشدنا روح بن فرج الحرمازي، قال: أنشدنا هشام ابن الكلبي له:
لا بارك الرحمن في عمتي ... وزادها في ضعفها ضَعْفَه
ما زوجت من رجل سيّد ... يا زيد الا عجّلت حتفه
ولا رأينا قط زوجاً لها ... أبلى جديداً عندها خفّهِ
وأنشدني له محمد بن الهيثم بن عدي عن أبيه في المتطبب:
يا ليتني كنت وهباً كي تطاوعني ... فيما هويت من الأشياء عمتنا
إذن لكنت قريياً من مودتها ... وأَنجحت عندها يا زيد حاجتنا
يريد وهب أموراً كنت آمنها ... يردنا عن هوى ربي ويلفتنا
قسٌّ وضيءٌ لطيفُ الخصر مختلقٌ ... هانت على عمتي في القس سخطتنا
وأنشد له أيضاً فيها:
لا بارك الرحمنُ في عمّتي ... ما أبعد الأيمان من قلبها
تلك أم موسى بنت عمرو التي ... لم تخش في القسيس من ربها
يا عبد لاتأسي على بعدها ... فالبعد خير لك من قربها