للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فَقَالَ (أعوذ بك من طمع يجر إِلَى طمع وَمن طمع فِي غير مطمع) وَهُوَ الطمع الَّذِي يطبع على قلبه فيرغبه فِي الدُّنْيَا ويزهده فِي الْآخِرَة وروى عَن بعض السّلف أَنه قَالَ الطمع هُوَ الْفقر الْحَاضِر والغنى الطامع فَقير وَالْفَقِير الْمُتَعَفِّف غنى والطمع هُوَ الَّذِي يقطع الرّقاب وَأنْشد ... أيطمع فِي ليلى بوصلى إِنَّمَا ... يقطع أَعْنَاق الرِّجَال المطامع ...

الْحِرْص على عمَارَة الدُّنْيَا

وَمن عيوبها حرصها على عمَارَة الدُّنْيَا والتكثر مِنْهَا

ومداواتها أَن يعلم أَن الدُّنْيَا لَيست بدار قَرَار وان الْآخِرَة دَار مقرّ والعاقل من يعْمل لدار قراره لَا لمراحل سَفَره فَإِن المراحل تَنْقَطِع بالْمقَام فِي السّفر فَيعْمل إِلَى مَا إِلَيْهِ مآبه قَالَ الله تَعَالَى {أَنما الْحَيَاة الدُّنْيَا لعب وَلَهو وزينة وتفاخر بَيْنكُم وتكاثر فِي الْأَمْوَال وَالْأَوْلَاد} الْآيَة وَلِأَن الله تَعَالَى يَقُول {وَالْآخِرَة خير لمن اتَّقى} {وَالدَّار الْآخِرَة خير للَّذين يَتَّقُونَ} {وَالْآخِرَة عِنْد رَبك لِلْمُتقين} و {وَالْآخِرَة خير وَأبقى} {وللآخرة خير لَك من الأولى}

الشَّفَقَة على النَّفس

وَمن عيوبها اسْتِحْسَان مَا ترتكبه من الْأُمُور واستقباح أَفعَال من يرتكبها أَو يُخَالِفهُ

<<  <   >  >>