على احتقار نَفسه ورؤية فضل إخوانه وأقرانه وَلَا يَصح لَهُ ذَلِك إِلَّا بعد أَن ينظر إِلَى الْخلق أَجْمَعِينَ أجمع بِعَين الزِّيَادَة وَينظر إِلَى نَفسه بِعَين النُّقْصَان كَذَلِك سَمِعت جدي يَقُول سَمِعت أَبَا عبد الله السجْزِي يَقُول لَك فضل مَا لم تَرَ فضلك فَإِذا رَأَيْت فضلك فَلَا فضل لَك
وَمن عيوبها حمل النَّفس مَا يستجلب لَهَا الْفَرح
ومداواتها أَن الله يبغض الفرحين لقَوْله تَعَالَى {إِن الله لَا يحب الفرحين} وَفِي صفة النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه كَانَ دَائِم الأحزان متواصل الْفِكر وَقَالَ النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم (إِن الله يحب كل قلب حَزِين) وَقَالَ مَالك بن دِينَار إِن الْقلب إِذا لم يكن فِيهِ حزن خرب كَمَا أَن الْبَيْت إِذا لم يسكن خرب
وَمن عيوبها أَن يكون فِي مَحل الشُّكْر وَهُوَ يظنّ انه فِي مقَام الصَّبْر
ومداواتها رُؤْيَة نعم الله فِي جَمِيع الْأَحْوَال سَمِعت سعيد بن عبد الله يَقُول سَمِعت عمي يَقُول سَمِعت أَبَا عُثْمَان يَقُول الْخلق كلهم مَعَ الله تَعَالَى فِي مقَام الشُّكْر ويظنون أَنهم مَعَه فِي مقَام الصَّبْر