للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَهَذِه الْكَلِمَات تَتَضَمَّن الْأَسْمَاء الْحسنى كَمَا ذكر فِي غير هَذَا الْموضع

وَالدُّعَاء ثَلَاثَة أَقسَام أَحدهَا أَن يسْأَل الله تَعَالَى بأسمائه وَصِفَاته وَهَذَا أحد التَّأْويلَيْنِ فِي قَوْله تَعَالَى {وَلِلَّهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بهَا} الْأَعْرَاف ١٨٠

وَالثَّانِي أَن تسأله بحاجتك وفقرك وذُلك فَتَقول أَنا العَبْد الْفَقِير الْمِسْكِين البائس الذَّلِيل المستجير وَنَحْو ذَلِك

وَالثَّالِث أَن تسْأَل حَاجَتك وَلَا تذكر وَاحِدًا من الْأَمريْنِ فَالْأول أكمل من الثَّانِي وَالثَّانِي أكمل من الثَّالِث فَإِذا جمع الدُّعَاء الْأُمُور الثَّلَاثَة كَانَ أكمل

وَهَذِه عَامَّة أدعية النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

وَفِي الدُّعَاء الَّذِي علمه صديق الْأمة رَضِي الله عَنهُ ذكر الْأَقْسَام الثَّلَاثَة فَإِنَّهُ قَالَ فِي أَوله ظلمت نَفسِي ظلما كثيرا وَهَذَا حَال السَّائِل ثمَّ قَالَ وَإنَّهُ لَا يغْفر الذُّنُوب إِلَّا أَنْت وَهَذَا حَال المسؤول ثمَّ قَالَ فَاغْفِر لي فَذكر حَاجته وَختم الدُّعَاء باسمين من الْأَسْمَاء الْحسنى تناسب الْمَطْلُوب وتقتضيه

وَهَذَا القَوْل الَّذِي اخترناه جَاءَ عَن غير وَاحِد من السّلف قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ اللَّهُمَّ مجمع الدُّعَاء وَقَالَ أَبُو رَجَاء

<<  <   >  >>