وَفِي مُسْند أبي يعلى الْموصِلِي عَن بعض الصَّحَابَة أَنه طلب أَن يعرف اسْم الله الْأَعْظَم فَرَأى فِي مَنَامه مَكْتُوبًا فِي السَّمَاء بالنجوم يَا بديع السَّمَاوَات وَالْأَرْض يَا ذَا الْجلَال وَالْإِكْرَام وكل محبَّة وتعظيم للبشر فَإِنَّمَا تجوز تبعا لمحبة الله وتعظيمه كمحبة رَسُوله وتعظيمه فَإِنَّهَا من تَمام محبَّة مرسله وتعظيمه فَإِن أمته يحبونه لحب الله لَهُ ويعظمونه ويجلونه لإجلال الله لَهُ فَهِيَ محبَّة لله من مُوجبَات محبَّة الله وَكَذَلِكَ محبَّة أهل الْعلم وَالْإِيمَان ومحبة الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم وإجلالهم تَابع لمحبة الله وَرَسُوله لَهُم
وَالْمَقْصُود أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ألْقى الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَلَيْهِ مِنْهُ المهابة والمحبة وَلكُل مُؤمن مخلص حَظّ من ذَلِك
قَالَ الْحسن الْبَصْرِيّ رَحمَه الله إِن الْمُؤمن رزق حلاوة ومهابة يَعْنِي يحب ويهاب ويجل بِمَا ألبسهُ الله سُبْحَانَهُ من ثوب الْإِيمَان الْمُقْتَضِي لذَلِك وَلِهَذَا لم يكن بشر أحب إِلَى بشر وَلَا أهيب وَأجل فِي صَدره من رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فِي صدر الصَّحَابَة رَضِي الله عَنْهُم
قَالَ عَمْرو بن الْعَاصِ قبل إِسْلَامه أَنه لم يكن شخص أبْغض إِلَيّ مِنْهُ فَلَمَّا أسلم لم يكن شخص أحب إِلَيْهِ مِنْهُ وَلَا أجل فِي عينه مِنْهُ قَالَ وَلَو سُئِلت أَن أصفه لكم لما أطقت لِأَنِّي لم أكن