للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تجْعَلُوا دعاءه إيَّاكُمْ دُعَاء بَعْضكُم بَعْضهَا فتؤخروا الْإِجَابَة بالاعتذار والعلل الَّتِي يُؤَخر بهَا بَعْضكُم إِجَابَة بعض وَلَكِن بَادرُوا إِلَيْهِ إِذا دعَاكُمْ بِسُرْعَة الْإِجَابَة ومعالجة الطَّاعَة حَتَّى لم يَجْعَل اشتغالهم بِالصَّلَاةِ عذرا لَهُم فِي التَّخَلُّف فِي إجَابَته والمبادرة إِلَى طَاعَته فَإِذا لم تكن الصَّلَاة الَّتِي فِيهَا شغل عذرا يستباح بهَا تَأْخِير إجَابَته فَكيف مَا دونهَا من الْأَسْبَاب والأعذار فعلى هَذَا يكون الْمصدر مُضَافا إِلَى الْفَاعِل وعَلى القَوْل الأول يكون مُضَافا إِلَى الْمَفْعُول

وَقد يُقَال وَهُوَ أحسن من الْقَوْلَيْنِ إِن الْمصدر هُنَا لم يضف إِضَافَته إِلَى فَاعل وَلَا مفعول وَإِنَّمَا أضيف إِضَافَة الْأَسْمَاء الْمَحْضَة وَيكون الْمَعْنى لَا تجْعَلُوا الدُّعَاء الْمُتَعَلّق بالرسول الْمُضَاف إِلَيْهِ كدعاء بَعْضكُم بَعْضًا وعَلى هَذَا فَيعم الْأَمريْنِ مَعًا وَيكون النَّهْي عَن دُعَائِهِمْ لَهُ باسمه كَمَا يَدْعُو بَعضهم بَعْضًا وَعَن تَأْخِير إجَابَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وعَلى كل تَقْدِير فَكَمَا أَمر الله سُبْحَانَهُ بِأَن يُمَيّز عَن غَيره فِي خطابه ودعائه اياهم قيَاما للْأمة بِمَا يجب عَلَيْهِم من تَعْظِيمه وإجلاله فتمييزه بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ عِنْد ذكر اسْمه من تَمام الصَّلَاة

قَالُوا وَقد أخبر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِن من ذكر عِنْده فَلم يصل عَلَيْهِ خطئَ طَرِيق الْجنَّة هَكَذَا رَوَاهُ الْبَيْهَقِيّ وَهُوَ من مَرَاسِيل مُحَمَّد بن الْحَنَفِيَّة وَله شَوَاهِد قد ذَكرنَاهَا فِي أول الْكتاب فلولا أَن الصَّلَاة عَلَيْهِ وَاجِبَة عِنْد ذكره لم يكن تاركها مخطئاً لطريق الْجنَّة

قَالُوا وَأَيْضًا فَمن ذكر النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَو ذكر عِنْده فَلم يصل

<<  <   >  >>