للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أهل الْجنَّة وَإِذا قَالَه حِين يصبح فَمَاتَ من يَوْمه مثله وَأخرجه أَيْضا التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَاللَّفْظ الآخر أخرجه أَبُو دَاوُد وَابْن السّني كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وَهُوَ من حَدِيث أَوْس بن أَوْس وَأخرجه أَيْضا احْمَد فِي مُسْنده وَالْبُخَارِيّ وأوله سيد الاسْتِغْفَار أَن تَقول اللَّهُمَّ أَنْت رَبِّي الخ وَآخره من قَالَهَا من النَّهَار موقنا بهَا فَمَاتَ من يَوْمه قبل أَن يُمْسِي فَهُوَ من أهل الْجنَّة وَمن قَالَهَا من اللَّيْل وَهُوَ موقن بهَا فَمَاتَ قبل أَن يصبح فَهُوَ من أهل الْجنَّة قَالَ الطَّيِّبِيّ لما كَانَ هَذَا الدُّعَاء جَامعا لمعاني التَّوْبَة كلهَا استعير لَهُ اسْم السَّيِّد وَهُوَ فِي الأَصْل الرئيس الَّذِي يقْصد فِي الْحَوَائِج وَيرجع إِلَيْهِ فِي الْمُهِمَّات

قَالَ ابْن أبي حَمْزَة جمع الحَدِيث من بديع الْمعَانِي وَحسن الْأَلْفَاظ مَا يحِق لَهُ أَن يُسمى بِسَيِّد الاسْتِغْفَار فَفِيهِ الْإِقْرَار لله وَحده بالألوهية ولنفسه بالعبودية وَالِاعْتِرَاف بِأَنَّهُ الْخَالِق وَالْإِقْرَار بالعهد الَّذِي أَخذ عَلَيْهِ والرجاء بِمَا وعد بِهِ والاستعاذة مِمَّا جنى بِهِ على نَفسه وَإِضَافَة النعم إِلَى موجدها وَإِضَافَة الذَّنب إِلَى نَفسه ورغبته فِي الْمَغْفِرَة واعترافه بِأَنَّهُ لَا يقدر على ذَلِك إِلَّا هُوَ (قَوْله وَأَنا على عَهْدك وَوَعدك) أَي مَا عاهدتك عَلَيْهِ وواعدتك من الْإِيمَان وإخلاص الطَّاعَة لَك وَقيل الْعَهْد مَا أَخذ فِي عَالم الذَّر والوعد مَا جَاءَ على لِسَان النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن من مَاتَ لَا يُشْرك بِاللَّه دخل الْجنَّة وَمعنى مَا اسْتَطَعْت مُدَّة دوَام استطاعتي وَفِيه الِاعْتِرَاف بِالْعَجزِ والقصور وَمعنى أَبُوء لَك أعترف وألتزم قَالَ الطَّيِّبِيّ اعْترف أَولا بِأَنَّهُ أنعم عَلَيْهِ وَلم يُقَيِّدهُ ليشْمل كل إنعام ثمَّ اعْترف

<<  <   >  >>