رأى شَيْئا يكرههُ فَلَا يقصه على أحد فَليقمْ فَليصل وَهَذَا لفظ البُخَارِيّ وَمِنْهَا حَدِيث جَابر رَضِي الله عَنهُ عِنْد مُسلم وَأبي دَاوُد وَابْن مَاجَه عَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ إِذا رأى أحدكُم الرُّؤْيَا يكرهها فليبصق عَن يسَاره ثَلَاثًا وليستعذ بِاللَّه من الشَّيْطَان ثَلَاثًا وليتحول عَن جنبه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ (قَوْله وَلَا يحدث بهَا إِلَّا من يحب) يَنْبَغِي حمل الرِّوَايَة الْمُطلقَة وَهِي قَوْله فِي حَدِيث أبي سعيد فليحمد الله عَلَيْهَا وليحدث بهَا على هَذِه الرِّوَايَة الْمقيدَة فَلَا يحدث بهَا إِلَّا من يحب وَوجه ذَلِك أَنه إِذا قصّ الرُّؤْيَا على من لَا يُحِبهُ فقد يعبر بِمَا يكره (قَوْله فليتفل) فِي الرِّوَايَة الْآخِرَة فلينفث وَفِي حَدِيث جَابر فليبصق وَالظَّاهِر أَنه يحصل الإمتثال بِمَا فعله من تفل أَو بَصق أَو نفث والتفل أخف من البزق والبصق أخف من التفل والنفخ أخف من النفث ذكر معنى ذَلِك الصفاني يُقَال تفل يتفل ويتفل وَمِنْه تفل الراقي قَالَ النَّوَوِيّ وَالظَّاهِر أَن المُرَاد النفث وَهُوَ نفخ لطيف لَا ريق لَهُ وَهَذَا التفل هُوَ زجر للشَّيْطَان الَّذِي أرَاهُ مَا يكره ليحزنه ويضجره مَعَ زَجره بالاستعاذة مِنْهُ
وَالْحَاصِل من الْأَحَادِيث أَنه يتَعَوَّذ بِاللَّه من الشَّيْطَان الرَّجِيم إِذا رأى مَا يكره ويتفل وينفث ويتحول عَن جنبه الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ وَلَا يذكرهَا لأحد فَإِنَّهُ إِذا فعل ذَلِك لم تضره وَإِذا أمكنه الْقيام وَالصَّلَاة كَانَ ذَاك أتم وأكمل وَأخرج ابْن السّني عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِذا رأى أحدكُم رُؤْيا يكرهها فليتفل ثَلَاث مَرَّات ثمَّ ليقل اللَّهُمَّ إِنِّي أعوذ بك من عمل الشَّيْطَان وسيئات الأحلام فَإِنَّهَا لَا تكون شَيْئا وَأخرج ابْن السّني عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه قَالَ لمن قَالَ لَهُ رَأَيْت رُؤْيا قَالَ خيرا رَأَيْت وَخيرا يكون وَفِي رِوَايَة لَهُ خيرا تَلقاهُ وشرا توقاه خيرا لنا وشرا على أَعْدَائِنَا الْحَمد لله رب الْعَالمين //
(فَإِذا فزع أَو وجد وَحْشَة أَو أرقا فَلْيقل أعوذ بِكَلِمَات الله التَّامَّة من غَضَبه وعقابه وَشر عباده وَمن همزات الشَّيَاطِين وَأَن يحْضرُون وَكَانَ عبد الله بن عَمْرو بن الْعَاصِ يلقنها من عقل من وَلَده وَمن لم يعقل كتبهَا لَهُ فِي صك