للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يدل على أَن هَذَا الذّكر لَهُ مزية تشرف على سَائِر الْأَذْكَار وَلَا يُنَافِي مَا يدل عَلَيْهِ قَوْله حلق الذّكر من الْعُمُوم وَلَا يُنَافِي أَيْضا مَا فِي الحَدِيث الآخر حَيْثُ قَالَ مجَالِس الْعلم

وَالْحَاصِل أَن الْجَمَاعَة المشتغلين بِذكر الله عز وَجل أَي ذكر كَانَ والمشتغلين بِالْعلمِ النافع وَهُوَ علم الْكتاب وَالسّنة وَمَا يتَوَصَّل بِهِ إِلَيْهِمَا هم يرتعون فِي رياض الْجنَّة (قَوْله إِذا مررتم برياض الْجنَّة) جمع رَوْضَة وَهِي الْموضع الْمُشْتَمل على النَّبَات وَإِنَّمَا شبه حلق الذّكر بهَا وَشبه الذّكر بالرتع فِي الخصب (قَوْله حلق الذّكر) بِكَسْر الْحَاء الْمُهْملَة وَفتح اللَّام جمع حَلقَة بِفَتْح الْحَاء وَسُكُون اللَّام وَكَذَا فِي كثير من النّسخ من كتب اللُّغَة وَقَالَ الْجَوْهَرِي جمع حَلقَة حلق بِفَتْح الْحَاء وَالْمرَاد بالحلقة جمَاعَة من النَّاس يستديرون كحلقة الْبَاب وَغَيره //

(مَا من آدَمِيّ إِلَّا لِقَلْبِهِ بيتان فِي أَحدهمَا الْملك وَفِي الآخر الشَّيْطَان فَإِذا ذكر الله خنس وَإِذا لم يذكر الله وضع الشَّيْطَان منقاره فِي قلبه ووسوس لَهُ) (مص) // الحَدِيث أخرجه ابْن أبي شيبَة فِي مُصَنفه كَمَا قَالَ المُصَنّف رَحمَه الله وَهُوَ من حَدِيث عبد الله ابْن شَقِيق وَرِجَال إِسْنَاده رجال الصَّحِيح وَفِي مَعْنَاهُ مَا أخرجه البُخَارِيّ تَعْلِيقا عَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم الشَّيْطَان جاثم على قلب ابْن آدم إِذا ذكر الله خنس وَإِذا غفل وسوس لَهُ وَكَذَا مَا أخرجه ابْن أبي الدُّنْيَا وَأَبُو يعلى وَالْبَيْهَقِيّ من حَدِيث أنس رَضِي الله عَنهُ عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الشَّيْطَان وَاضع خطمه على قلب أبن آدم فَإِن ذكر الله خنس وَإِن نسي الْتَقم قلبه وَالْمرَاد بقوله خطمه فَمه وَهُوَ بِفَتْح الْخَاء وَسُكُون الطَّاء الْمُهْملَة (قَوْله خنس) بِفَتْح الْخَاء الْمُعْجَمَة وَالنُّون أَي تَأَخّر وَخرج من الْمَكَان الَّذِي قد كَانَ فِيهِ وَهُوَ قلب الْآدَمِيّ (قَوْله منقاره) المُرَاد بِهِ هَاهُنَا فَمه

<<  <   >  >>