للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فِي هَذِه الْأمة قوم يعتدون فِي الطّهُور وَالدُّعَاء (قَوْله وَلَا يتحجر) أَقُول وَجهه أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما سمع الْأَعرَابِي يَقُول اللَّهُمَّ ارْحَمْنِي ومحمدا وَلَا ترحم مَعنا أحدا قَالَ لَهُ لقد تحجرت وَاسِعًا وَهُوَ ثَابت فِي الصَّحِيح من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ (قَوْله وَيسْأل حاجاته كلهَا) أَقُول لما أخرجه التِّرْمِذِيّ من حَدِيث أنس رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليسأل أحدكُم ربه حاجاته كلهَا حَتَّى يسْأَل شسع نَعله إِذا انْقَطع وَأخرجه أَيْضا ابْن حبَان (قَوْله ويؤمن الدَّاعِي والمستمع) أَقُول وَجهه أَن التَّأْمِين بِمَعْنى طلب الْإِجَابَة من الرب سُبْحَانَهُ واستنجازها فَهُوَ تَأْكِيد لما تقدم من الدُّعَاء وتكرير لَهُ وَقد ورد فِي الصَّحِيح مَا يرشد إِلَى ذَلِك وَأخرج أَبُو دَاوُد عَنهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَنه سمع رجلا يَدْعُو فَقَالَ وَجب أَن خَتمه بآمين وَأخرج الْحَاكِم وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد عَن أم سَلمَة رَضِي الله عَنْهَا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَمن فِي دُعَائِهِ وَأخرج الْحَاكِم أَيْضا وَقَالَ صَحِيح الْإِسْنَاد أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ لَا يجْتَمع مَلأ فيدعو بَعضهم ويؤمن بَعضهم إِلَّا أجابهم الله (قَوْله وَيمْسَح وَجهه بيدَيْهِ بعد الْفَرَاغ من الدُّعَاء) أَقُول وَجهه مَا أخرجه أَحْمد وَأَبُو دَاوُد عَن مَالك بن يسَار رَضِي الله عَنهُ قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم إِذا سَأَلْتُم الله فَاسْأَلُوهُ ببطون أكفكم وَلَا تسألوه بظهورها فَإِذا فَرَغْتُمْ فامسحوا وُجُوهكُم وَأخرجه أَيْضا التِّرْمِذِيّ وَابْن ماجة وَابْن حبَان وَالْحَاكِم من حَدِيثه وَأخرجه التِّرْمِذِيّ وَالْحَاكِم أَيْضا من حَدِيث عمر رَضِي الله عَنهُ (قَوْله وَلَا يستعجل أَو يَقُول دَعَوْت فَلم يستجب لي) أَقُول وَجهه مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيرهمَا من حَدِيث أبي هُرَيْرَة رَضِي الله عَنهُ أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ يُسْتَجَاب لأحدكم مَا لم يعجل يَقُول دَعَوْت فَلم يستجب لي وَأخرج أَحْمد وَأَبُو يعلى بِرِجَال الصَّحِيح من حَدِيث أنس قَالَ قَالَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لَا يزَال العَبْد بِخَير مَا لم يستعجل قَالُوا يَا نَبِي الله وَكَيف يستعجل قَالَ يَقُول قد دَعَوْت الله فَلم يستجب لي فَفِي الحَدِيث تَفْسِير الاستعجال بقول الدَّاعِي دَعَوْت فَلم يستجب لي وَلَيْسَ مُجَرّد سُؤال العَبْد لرَبه عز وَجل أَن يعجل لَهُ

<<  <   >  >>