للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(وَورد مجربا فِي مَوَاضِع كَثِيرَة مَشْهُورَة فِي الْمَسَاجِد الثَّلَاثَة وَبَين الجلالتين من سُورَة الْأَنْعَام وَفِي الطّواف وَعند الْمُلْتَزم وَفِيه حَدِيث مَرْفُوع روينَاهُ مسلسلا)

(قَوْله وَورد مجربا) أَقُول لَعَلَّ وَجه مَا ثَبت بِهَذَا التجريب مزِيد شرف هَذِه الْمَوَاضِع وَلذَلِك مدخلية فِي قبُول الدُّعَاء كَمَا قدمنَا قَرِيبا وَقد ثَبت فِيمَا يُضَاعف أجر الصَّلَاة فِي الْمَسْجِد الْحَرَام وَفِي مَسْجده صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا هُوَ مَعْرُوف فَغير بعيد أَن يكون فِيهَا مَقْبُولًا زِيَادَة على مَا فِي غَيرهَا (قَوْله وَفِيه حَدِيث مَرْفُوع) أَقُول هُوَ مَا أخرجه الطَّبَرَانِيّ فِي الْكَبِير من حَدِيث ابْن عَبَّاس عَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ مَا بَين الرُّكْن وَالْمقَام مُلْتَزم مَا يَدْعُو بِهِ صَاحب عاهة إِلَّا برِئ قَالَ فِي مجمع الزَّوَائِد وَفِيه عباد بن كثير الثَّقَفِيّ وَهُوَ مَتْرُوك وَبِهَذَا تعرف أَن الحَدِيث ضَعِيف بالمرة فَلَا يَصح مَا وَقع فِي بعض نسخ هَذَا الْكتاب بِلَفْظ وَفِيه حَدِيث صَحِيح

(وَفِي دَاخل الْبَيْت وَعند زَمْزَم وعَلى الصَّفَا والمروة وَفِي الْمَسْعَى وَخلف الْمقَام وَفِي عَرَفَات والمزدلفة وَمنى وَعند الجمرات الثَّلَاث)

(قَوْله وَفِي دَاخل إِلَى آخر مَا ذكره) أَقُول لما ثَبت فِي صَحِيح مُسلم أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما دخل الْبَيْت دَعَا فِي نواحيه وَثَبت فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما دخل الْبَيْت دَعَا على نفر من قُرَيْش وَظَاهر كَلَامه أَنه لم يثبت فِي هَذِه الْمَوَاضِع شَيْء إِلَّا مُجَرّد التجريب كَمَا تقدم وَفِيه نظر وَقد تقدم حَدِيث ابْن عَبَّاس رَضِي الله عَنْهُمَا الْمَذْكُور قَرِيبا أَن من جملَة الْمَوَاضِع السَّبْعَة الَّتِي ترفع فِيهَا الْأَيْدِي حِين تقوم على الصَّفَا وَحين تقوم على الْمَرْوَة وَحين تقف مَعَ النَّاس عَشِيَّة عَرَفَة وَتجمع العشاءين وَعند رمي الْجمار يَرْمِي وَيَدْعُو وَثَبت فِي صَحِيح البُخَارِيّ وَغَيره أَنه كَانَ يرفع يَدَيْهِ عِنْد رمي الْجمار وَيَدْعُو وَثَبت عِنْد مُسلم وَأهل السّنَن أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم دَعَا عِنْد الْمشعر الْحَرَام وَأخرج أَبُو دَاوُد وَالنَّسَائِيّ وَابْن ماجة من حَدِيث جَابر رَضِي الله عَنهُ أَنه صلى الله عَلَيْهِ وَسلم رقى على الصَّفَا فَوحد الله وَكبره وَهَلله ثمَّ دَعَا بَين ذَلِك وَفعل على الْمَرْوَة كَمَا فعل على الصَّفَا

<<  <   >  >>