٥٣٣ - قَوْلهم الحزم حفظ مَا وليت وَترك مَا كفيت
الْمثل لأكم بن صَيْفِي يحث بِهِ على ترك مَالا يَعْنِي مَعَ الْمُحَافظَة على مَا يَعْنِي
قَالَ أَبُو هِلَال رَحمَه الله وَلَا أعرف شَيْئا أَشد على الأحمق من تَركه مَالا يعنيه واشتغاله بِمَا يعنيه على أَن فِيمَا يَعْنِي شغلاً عَمَّا لَا يَعْنِي
قَالَ الشَّيْخ أَبُو هِلَال رَحمَه الله أخبرنَا أَبُو أَحْمد قَالَ حَدثنَا أَبُو بكر بن دُرَيْد قَالَ حَدثنَا الرياشي قَالَ حَدثنَا عمر بن بكير قَالَ حَدثنَا الْهَيْثَم بن عدي عَن ابْن عَبَّاس عَن الشّعبِيّ قَالَ قدم علينا الْأَحْنَف بن قيس مَعَ مُصعب بن الزبير فَمَا رَأَيْت شَيْئا يستقبح إِلَّا وَقد رَأَيْت فِي وَجه الْأَحْنَف مِنْهُ شبها كَانَ أصعل الرَّأْس أحجن الْأنف أغضف الْأذن باخق الْعين ناتىء الوجنة مائل الشدق متراكب الْأَسْنَان خَفِيف العارضين أحنف الرجل وَلكنه إِذا تكلم جلى عَن نَفسه
فَأقبل يفاخرنا ذَات يَوْم بِالْبَصْرَةِ ونفاخره بِالْكُوفَةِ فَقُلْنَا الْكُوفَة أَعلَى وأفسح فَقَالَ لَهُ رجل وَالله مَا أشبه الْكُوفَة إِلَّا بشابة صَبِيحَة الْوَجْه كَرِيمَة النّسَب لَا مَال لَهَا فَإِذا ذكرت أذكر حَاجَتهَا كف عَنْهَا وَمَا أشبه الْبَصْرَة إِلَّا بِعَجُوزٍ ذَات عوارض مؤشرة موسرة فَإِذا ذكرت فَذكر يسارها رغب فِيهَا فَقَالَ الْأَحْنَف أما الْبَصْرَة فأسفلها قصب وأوسطها خشب وأعلاها رطب نَحن أكثرعاجا وساجا وديباجا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute