تَفْسِير الْبَاب الثَّامِن عشر
١١٧٧ - قَوْلهم عِنْد النَّوَى يكذبك الصَّادِق
قَالُوا يضْرب مثلا للرجل يعرف بِالصّدقِ ثمَّ يحْتَاج إِلَى الْكَذِب وَأَصله أَن رجلا كَانَ عِنْده عبدٌ لم يكذب قطّ فَبَايعهُ رجلٌ ليكذبنه فبيت العَبْد عِنْده فأطعمه لحم حوارٍ وسقاه لَبَنًا حليباً فِي سقاءٍ حازرٍ فَلَمَّا أَصْبحُوا تحملوا وَقَالَ للْعَبد ألحق بأهلك فَلَمَّا توارى عَنْهُم نزلُوا فَأتى العَبْد سَيّده فَقَالَ أطعمونى لَحْمًا لَا غثاً وَلَا سميناً وسقونى لَبَنًا لَا مَحْضا وَلَا حقيناً وتركتهم قد ظعنوا فاستقلوا وَلم أدر سَارُوا بعد أَو حلوا وَعند النَّوَى يكذبك الصَّادِق فَأخذ مَوْلَاهُ الْخطر
وَمثل هَذَا حَدِيث الغضبان بن القبعثرى وَذكر للحجاج أَنه لم يكذب قطّ فَأَخذه وحبسه ثمَّ دَعَا بِهِ يَوْمًا فَقَالَ وَالله ليكذبن الْيَوْم وَقَالَ لَهُ سمنت يَا غَضْبَان فَقَالَ الْقَيْد والرتعة والخفض والدعة وَقلة التعتعة وَمن يكن ضيف الْأَمِير يسمن قَالَ أتحبنى قَالَ أوفرقٌ خيرٌ من حب قَالَ لأحملنك على الأدهم قَالَ مثل الْأَمِير من حمل على الأدهم والكميت والأشقر قَالَ إِنَّه من حَدِيد قَالَ لِأَن يكون حديداً خيرٌ من أَن يكون بليداً النَّوَى وجهة الْقَوْم يُقَال نَوَيْت أَي قصدت والحازر من
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute