قَالَ الْقرشِي وَأَخْبرنِي إِدْرِيس عَن جده وهب بن مُنَبّه أَن لُقْمَان قَالَ لِابْنِهِ يَا بني مَا يتم عقل امْرِئ حَتَّى يكون فِيهِ عشر خِصَال الْكبر مِنْهُ مَأْمُون والرشد فِيهِ مأمول يُصِيب من الدُّنْيَا الْقُوت وَفضل مَاله مبذول التَّوَاضُع أحب إِلَيْهِ من الشّرف والذل أحب إِلَيْهِ من الْعِزّ لَا يسام من طلب الْفِقْه طول دهره وَلَا يتبرم من طلب الْحَوَائِج من قبله يستكثر قَلِيل الْمَعْرُوف من غَيره ويستقل كثير الْمَعْرُوف من نَفسه والخصلة الْعَاشِرَة الَّتِي بهَا مجده وَأَعْلَى ذكره أَن يرى جَمِيع أهل الدُّنْيَا خيرا مِنْهُ وَأَنه شرهم وَإِن رأى خيرا مِنْهُ سره ذَلِك وَتمنى أَن يلْحق بِهِ وَأَن رأى شرا مِنْهُ قَالَ لَعَلَّ هَذَا ينجو وَأهْلك أَنا فهنالك حِين اسْتكْمل الْعقل قَالَ الْقرشِي وَأَخْبرنِي عُثْمَان بن عبد الرَّحْمَن عَن مَكْحُول أَن لُقْمَان قَالَ لِابْنِهِ غَايَة الشّرف والسؤود حسن الْعقل وَمن حسن عقله غطى ذَلِك جَمِيع ذنُوبه واصلح ذَلِك مساويه ورضى عَنهُ مَوْلَاهُ أخبرنَا عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد قَالَ أخبرنَا أَحْمد عَليّ بن ثَابت قَالَ أَخْبرنِي أَبُو الْوَلِيد الْحسن بن مُحَمَّد الدربندي قَالَ أخبرنَا مُحَمَّد بن أبي بكر الْوراق قَالَ حَدثنَا أَبُو أَحْمد عَليّ بن مُحَمَّد بن عبد الله الْمروزِي قَالَ حَدثنَا شهَاب بن الْحسن العكبري قَالَ سَمِعت الْأَصْمَعِي يَقُول سَمِعت إبان بن جرير يَقُول قَالَ الملهب بن أبي صفرَة يُعجبنِي أَن أرى عقل الْكَرِيم زَائِدا على لِسَانه وَلَا يُعجبنِي أَن أرى لِسَانه زَائِدا على عقله
الْبَاب الْخَامِس فِي سِيَاق الْمَنْقُول من ذَلِك عَن الْأَنْبِيَاء الْمُتَقَدِّمين مِمَّا يدل على قُوَّة الفطنة
مَعْلُوم أَن فطن الْأَنْبِيَاء فَوق الفطن وَلَكنَّا أحببنا أَن لَا نخلى كتَابنَا هَذَا من شَيْء عَنْهُم فَمن الْمَنْقُول عَن إِبْرَاهِيم الْخَلِيل عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام أَنبأَنَا مُحَمَّد بن عبد الْملك قَالَ أخبرنَا أَحْمد بن عَليّ بن ثَابت قَالَ أخبرنَا أَبُو