وَإِنَّمَا امْتنع الإتباع فِي ذَلِك لِأَن التَّابِع لَا يتَقَدَّم على الْمَتْبُوع وَإِن كَانَ الْكَلَام السَّابِق على إِلَّا غير تَامّ ونعني بِهِ أَلا يكون الْمُسْتَثْنى مِنْهُ مَذْكُورا فَإِن الِاسْم الْمَذْكُور الْوَاقِع بعد إِلَّا يعْطى مَا يسْتَحقّهُ لَو لم تُوجد إِلَّا فَيُقَال مَا قَامَ إِلَّا زيد بِالرَّفْع كَمَا يُقَال مَا قَامَ زيد وَمَا رَأَيْت إِلَّا زيدا بِالنّصب كَمَا يُقَال مَا رَأَيْت زيدا وَمَا مَرَرْت إِلَّا بزيد بِالْجَرِّ كَمَا يُقَال مَا مَرَرْت بزيد وَيُسمى ذَلِك اسْتثِْنَاء مفرغا لِأَن مَا قبل إِلَّا قد تفرغ لطلب مَا بعْدهَا وَلم يشْتَغل عَنهُ بِالْعَمَلِ فِيمَا يَقْتَضِيهِ وَالِاسْتِثْنَاء فِي ذَلِك كُله من اسْم عَام مَحْذُوف فتقدير مَا قَامَ إِلَّا زيد مَا قَامَ أحد إِلَّا زيد وَكَذَا الْبَاقِي
الْمُسْتَثْنى بِغَيْر وَسوى وبخلا وَعدا وحاشا وَمَا خلا وَمَا عدا وَلَيْسَ وَلَا يكون
ص وَيسْتَثْنى بِغَيْر وَسوى خافضين معربين بإعراب الِاسْم الَّذِي بعد إِلَّا وبخلا وَعدا وحاشا ونواصب أَو خوافض وَبِمَا خلا وَبِمَا عدا وَلَيْسَ وَلَا يكون نواصب ش الأدوات الَّتِي يسْتَثْنى بهَا غير إِلَّا ثَلَاثَة أَقسَام مَا يخْفض دَائِما وَمَا ينصب دَائِما وَمَا يخْفض تَارَة وَينصب أُخْرَى فَأَما الَّذِي يخْفض دَائِما فَغير وَسوى تَقول قَامَ الْقَوْم غير زيد وَقَامَ الْقَوْم سوى زيد بخفض زيد فيهمَا وتعرب غير نَفسهَا بِمَا يسْتَحقّهُ الِاسْم الْوَاقِع بعد إِلَّا فِي ذَلِك الْكَلَام فَتَقول قَامَ الْقَوْم غير زيد بِنصب غير كَمَا تَقول قَامَ الْقَوْم إِلَّا زيدا بِنصب زيد وَتقول مَا قَامَ الْقَوْم غير زيد وَغير زيد بِالنّصب وَالرَّفْع كَمَا تَقول مَا قَامَ الْقَوْم إِلَّا زيدا وَإِلَّا زيد وَتقول مَا قَامَ الْقَوْم غير حمَار بِالنّصب عِنْد الْحِجَازِيِّينَ وَبِالنَّصبِ أَو الرّفْع عِنْد التميميين وعَلى ذَلِك فقس وَهَكَذَا حكم سوى خلافًا لسيبويه فَإِنَّهُ زعم أَنَّهَا وَاجِبَة النصب على الظَّرْفِيَّة دَائِما الثَّانِي مَا ينصب فَقَط وَهُوَ أَرْبَعَة لَيْسَ وَلَا يكون وَمَا خلا
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute