الْكَلَام ثَلَاثَة معَان أَحدهَا أَن يَكُونَا جائا مَعًا وَالثَّانِي أَن يكون مجيئهما على التَّرْتِيب وَالثَّالِث أَن يكون على عكس التَّرْتِيب فَإِن فهم أحد الْأُمُور بِخُصُوصِهِ فَمن دَلِيل آخر كَمَا فهمت الْمَعِيَّة فِي نَحْو قَوْله تَعَالَى وَإِذ يرفع إِبْرَاهِيم الْقَوَاعِد من الْبَيْت وَإِسْمَاعِيل وكما فهم التَّرْتِيب فِي قَوْله تَعَالَى إِذا زلزلت الأَرْض زِلْزَالهَا وأخرجت الأَرْض أثقالها وَقَالَ الْإِنْسَان مَا لَهَا وكما فيهم عكس التَّرْتِيب فِي قَوْله تَعَالَى إِخْبَارًا عَن منكري الْبَعْث مَا هِيَ إِلَّا حياتنا الدُّنْيَا نموت ونحيا وَلَو كَانَت للتَّرْتِيب لَكَانَ اعترافا بِالْحَيَاةِ بعد الْمَوْت وَهَذَا الَّذِي ذَكرْنَاهُ قَول أَكثر أهل الْعلم من النُّحَاة وَغَيرهم وَلَيْسَ بِإِجْمَاع كَمَا قَالَ السيرافي بل رُوِيَ عَن بعض الْكُوفِيّين أَن الْوَاو للتَّرْتِيب وَأَنه أجَاب عَن هَذِه الْآيَة بِأَن المُرَاد يَمُوت كبارنا وتولد صغارنا فنحيا وَهِي بعيد وَمن أوضح مَا يرد عَلَيْهِم قَول الْعَرَب اخْتصم زيد وَعَمْرو وامتناعهم من أَن يعطفوا فِي ذَلِك بِالْفَاءِ أَو بثم لكَونهَا للتَّرْتِيب فَلَو كَانَت الْوَاو مثلهمَا لامتنع ذَلِك مَعهَا كَمَا امْتنع مَعَهُمَا ص وَالْفَاء للتَّرْتِيب والتعقيب ش إِذا قيل جَاءَ زيد فعمرو فَمَعْنَاه أَن مَجِيء عَمْرو وَقع بعد مَجِيء زيد من غبير مهلة فَهِيَ مفيدة لثَلَاثَة أُمُور التَّشْرِيك فِي الحكم وَلم أنبه عَلَيْهِ لوضوحه وَالتَّرْتِيب والتعقيب وتعقيب كل شَيْء بِحَسبِهِ فَإِذا قلت دخلت الْبَصْرَة فبغداد وَكَانَ بَينهمَا ثَلَاثَة أَيَّام وَدخلت بعد الثَّالِث فَذَلِك تعقيب فِي مثل هَذَا عَادَة فَإِذا دخلت بعد الرَّابِع أَو الْخَامِس فَلَيْسَ بتعقيب وَلم يجز الْكَلَام
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute