والروافع عَلَيْهِ، إِذْ كَانَت هَذِه العوامل لَا يجوز دُخُولهَا على الْفِعْل، وَلَو فعل هَذَا لم يحصل فصل بَين المنصرف وَغَيره، فَسقط الِاعْتِرَاض بِهَذَا السُّؤَال.
وَالْوَجْه الثَّانِي: أَن حُرُوف الْجَرّ تجْرِي فِيمَا بعْدهَا مجْرى الْأَسْمَاء الَّتِي تخْفض مَا بعْدهَا، وَالْأَفْعَال قد تقع فِي مَوَاضِع الْجَرّ بِإِضَافَة ظروف الزَّمَان إِلَيْهَا، كَقَوْلِك: هَذَا يَوْم يقوم زيد، فَصَارَ وُقُوع الِاسْم بعد حرف الْجَرّ لَا يخلص للاسم، إِذْ كَانَ مثل هَذَا الْموقع قد تقع فِيهَا الْأَفْعَال.
فَأَما الْألف وَاللَّام وَالْإِضَافَة: فَلَا يجوز بِحَال أَن تدخل على الْأَفْعَال، فَلَمَّا صَار هَذَا الْموقع يخلص للاسم دون الْفِعْل وَجب أَن ينْصَرف.