وقولك: إِنَّمَا زيد قَائِم، لَا يَصح الْكَلَام بِهِ من غير تقدمة خبر بِوَجْه من الْوُجُوه، على أَن (مَا) نصب ب (إِن) . فَعلم بذلك أَن (مَا) لَا تشبه ضمير الْأَمر والشأن، لِأَنَّهُ لَا يضمر إِلَّا بعد تقدمة الذّكر، وَتصير الْجُمْلَة الَّتِي بعده مفسرة لَهُ.
(١٨ / ب) وَوجه ثَالِث: أَن (مَا) إِذا أدخلت على (إِن) غيرت مَعْنَاهَا، ويدخلها معنى التقليل، كَقَوْلِك: إِنَّمَا زيد قَائِم، وَهَذَا أَن (مَا) تسْتَعْمل إِذا ذكرت لزيد أَحْوَال، فتخص أَنْت بَعْضهَا، وتقصد بذلك إِلَى بعض أَحْوَاله، فَلَمَّا كَانَت (مَا) إِذا دخلت على (إِن) تزيل مَعْنَاهَا، علمنَا أَنَّهَا لَيست باسم، لِأَن شَرط الِاسْم أَن يُغير معنى عمله عَن مَعْنَاهُ.