الطّور اللغوى للفظة الْوَاحِد فقد تتطور بعض الْأَصْوَات للكلمة الْوَاحِدَة فتشأ للكلمة عدَّة مترادفات لاخْتِلَاف النُّطْق بهَا أَكثر من شكل كتابى فيعدها اللغويون ترادفا مثل هطلت السَّمَاء وهتلت وهنت وأصلهم وَاحِد وتمتلىء كتب الأبدال بِمثل هَذِه الْكَلِمَات
الِاسْتِعَارَة من اللُّغَات الْأَجْنَبِيَّة مثل الْأَلْفَاظ المستعارة من الفارسية والرومية وَغَيرهَا مثل كلمة دستفشار من أَسمَاء الْعَسَل قَالَ ابْن مَنْظُور كلمة فارسية مَعْنَاهَا مَا عصرته الأيدى وغيرى ذَلِك
وبهذه الْأَسْبَاب الْأَرْبَعَة وجدنَا كَثْرَة مترادفات اللُّغَة الْعَرَبيَّة وَوجدنَا هَذَا التراث الضخم من الْأَسْمَاء للمسمى الْوَاحِد وَلَيْسَ ترادفا تَاما بل شبه ترادف إِذْ قد تُوجد فروق دقيقة فِي الْمَعْنى ببين الْكَلِمَات بَعْضهَا وَبَعض ويكفى أَن أضْرب مثلا بِكَلِمَات أَسمَاء الدَّهْر وَأَسْمَاء السّنة وَأَسْمَاء السَّمَاء وَأَسْمَاء النُّور فِي هَذَا الْكتاب فقد ذكرت فِي هَامِش الصفحات معانى كل كلمة من الْكَلِمَات لتظهر لنا الفروق الدقيقة الَّتِى وَضَعتهَا بعض المعاجم اللُّغَوِيَّة لهَذِهِ الْكَلِمَات الَّتِي تعبر مجَازًا مترادفات أَو قد تطلق مجَازًا بَعْضهَا مَكَان بعض وَلَكِن فِي الْحَقِيقَة لكل لَفْظَة معنى محدد لَهُ
وَلذَا نفى الْعلمَاء وجود الترادف التَّام فِي الْقُرْآن لِأَنَّهُ قمة الفصاحة وَالْبَيَان فَكل لَفْظَة تُوضَع مَكَانهَا فمثلا كلمة جلس تذكر فِي مَكَانهَا ولكمة قعد فِي مَكَانهَا مَعَ أَن بعض اللغويين قد يذكرهَا فِي بَاب الترادف وَكَذَلِكَ كلمتى أَتَى جَاءَ وَكَذَلِكَ كلمتى السغب الْجُوع وَغير ذَلِك مِمَّا يطول بِنَا الحَدِيث عِنْد ذكره وَإِن وجدنَا كَثْرَة من اللغويين والبلاغيين تنبهوا لمثل هَذَا وَقد ذكرنَا مُلَخصا لآرائهم فِي نفى الترادف