وَعَاد السيوطى بِعَمَلِهِ هَذَا أَلا يكون كَلْبا عِنْد أَبى الْعَلَاء وَلَا يَنَالهُ شىء من تَغْيِيره
وَقد بلغ السيوطى فِي عد أَسمَاء الْكَلْب سبعين فَصَاعِدا إِذْ اعْتبر فِي الْعد لُغَات الْقصر وَالْمدّ وَتغَير البنية
وَفِي تِلْكَ الْأَسْمَاء مَا كَانَ صفة فَغلبَتْ عَلَيْهِ الاسمية مثل الْوَازِع وكسيب لِأَنَّهُ يَزع الذِّئْب عَن الأغنام ويكسب لأَهله وكالأعقد لانعقاد ذَنبه وكالبصير لحدة بَصَره وَالْمُنْذر لِأَنَّهُ ينذر باللصوص
وَمِنْهَا مَا هُوَ ألقاب جعلت على الْكَلْب لِأَن مَعَانِيهَا فِيهِ كداعى الْكَرم لِأَنَّهُ يدل العابرين على أهل بنباحه فيتضيفونهم وَفِي مَعْنَاهُ داعى الضَّمِير أى مناديه وَالضَّمِير هُنَا من أضمرته الْبِلَاد بِمَوْت أَو سفر وَيُوجد فِيهَا مَا هُوَ كنية كأبى خَالِد وَمن بَينهَا مَا هُوَ خَاص بأسنان الْكلاب كالدرص والجرو لصغارها
وَيدخل فِيهَا مَا يتَعَلَّق بالفصائل مثل العسبور لولد الْكَلْب من الذئبة وكالديسم لولد الكلبة من الثَّعْلَب أَو من الذِّئْب افْتتح السيوطى التبرى بقوله
(لله حمد دَائِم الولى ... ثمَّ صلَاته على النبى)
(قد نقل الثِّقَات عَن أَبى الْعلَا ... لما أَتَى للمرتضى ودخلا)
(قَالَ لَهُ شخص بِهِ قد عثرا ... من ذَلِك الْكَلْب الذى مَا أبصرا)
(فَقَالَ فِي جَوَابه قولا جلى ... معيرا لذَلِك المجهل)
(الْكَلْب من لم يدر من أَسْمَائِهِ ... سبعين موميا إِلَى علائه)
(وَقد تتبعت دواوين اللُّغَة ... لعلنى أجمع من ذَا مبلغه)
(فَجئْت مِنْهَا عددا كثيرا ... وأرتجى فِيمَا بقى تيسيره)
(وَقد نظمت ذَاك فِي هَذَا الرجز ... ليستفدها الذى عَنْهَا عجز)
(فسمه هديت بالتبرى ... يَا صَاح من معرة المعرى)