والحسد مَصْرُوف إِلَى الضَّرَر لِأَن غَايَته أَن يعْدم الْفَاضِل فَضله وَإِن لم يصر للحاسد مثله
فَهَذَا هُوَ الْفرق بَين المنافسة والحسد
فَصَارَت المنافسة خيرا والحسد شرا
[الامتنان]
وَمِمَّا هُوَ جدير بِالْملكِ أَن يجْتَنب الامتنان بإنعامه والبذخ بإحسانه لِأَنَّهُ من ضيق النَّفس وَضعف الْمِنَّة وَهُوَ تَابع لفساد الْأَخْلَاق وملحق بمساوئ الشيم وَفِيه تكدير للصنيع وإحباط للشكر وإغراء بالذم فينعكس عَلَيْهِ مَا صنع فَيصير مسيئا ١٦ آبإحسانه ومذموما بامتنانه فيعتاض بِالْإِحْسَانِ كفرا وبالامتنان عصيانا إِلَّا قوما قد أظهرُوا كفر إحسانه واستبطان عصيانه فَيخرج الامتنان عَلَيْهِم مخرج الْوَعيد والتهديد مُقَابلَة على مَا أضاعوه من شكر إحسانه فَيكون ذَلِك مِنْهُ اسْتِئْنَاف إِحْسَان إِلَيْهِم لِأَنَّهُ تَقْوِيم على ميل وتأديب على ذَلِك
وحسبك بذم الامتنان أَن يصير عصيانا
قَالَ الشَّاعِر
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute