الْخيرَة فِي ترك الطَّيرَة
ولينسب مَا جَرّه الْقَضَاء وَسَاقه الْقدر إِلَى مُدبر الْأُمُور ومقلب الدهور فَمَا لمتطير عَيْش يصفو من وَجل وَلَا عزم يَخْلُو من فشل فيحسم وساوس الشَّيْطَان عَن نَفسه فَمَا جعل الله لما اسْتَأْثر لعلمه من الغيوب بشيرا وَلَا نذيرا وَإِنَّمَا وَكله إِلَى عقول يتدبرون بهَا ويعملون بموجبها وَلم يَجْعَل للطيرة فِيهَا حظا
وَقد قَالَ الشَّاعِر
(وَمَا عاجلات الطير تدني من الْفَتى ... رشادا وَلَا عَن ريثهن يخيب)
(وَرب أُمُور لَا تضيرك ضيرة ... وللقلب من مخشاتهن وجيب) // من الطَّوِيل //
[التفاؤل]
فَأَما الفأل فمحمود الْأَثر مؤنس الْخِبْرَة لِأَن فِيهِ تَنْفِيذ الآراء وتقوية العزائم فَصَارَ فِي مُوَافقَة الرَّأْي على ضد الطَّيرَة فِي مُخَالفَة الرَّأْي فَلذَلِك ندب إِلَى الفأل وَمنع من الطَّيرَة
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute