للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:٦٩] .

ومن ضل وسلك أسباب الغواية أضله الله وأرداه، كما قال تعالى: {فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} [الصف:٥] . {بَلْ طَبَعَ اللَّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِم} [النساء:١٥٥] .

وعلى هذا فإن الله بين أنه يشرح صدر من أراد هدايته وبين في مواضع أخرى من هو الذي اقتضت حكمته أن يُهْدى، وأنه الذي أناب إلى ربه، وانتفع بما أعطاه الله من العقل، وما جاءه من العلم وركب فيه من القوى، وهُيّأ له من الأسباب في معرفة الحق ومحبته وطلبه، فمن جاء بذلك هداه الله، وشرح صدره للإسلام.

قال تعالى: {قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ} [الرعد:٢٧] .

وقال: {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ} [الشورى:١٣] .

فقد بين سبحانه في هاتين الآيتين أنه يهدي من اتصف بالإنابة، والإنابة صفة يوصف بها من أقبل على الحق ورجع عن الباطل.

وقد حصر ابن جرير رحمه الله ما ورد في تعريف الإنابة في: الرجوع والإقبال١.


١ انظر: جامع البيان ١٢/٨٠، ١٠٣ و٢٥/١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>